لا تبدو الطريق إلى مبنى كلية التربية للأقسام الأدبية التابعة لجامعة الباحة في رغدان منطقة الباحة ، كما هي حال فصول وقاعات وممرات الكلية التي تنتشر فيها مخلفات الطالبات وبقايا الطعام، ما زاد من شهية الحشرات الناقلة للأمراض للتكاثر في بيئة كان من المفترض أن لا تكون هي المكان المناسب لها. ولم تجد طالبات الكلية لدى حديثهن ل«عكاظ» تعابير أقل من (قذارة، اشمئزاز، قرف) لتعكس حالة الكآبة التي تعيشا الطالبات في رحاب الكلية، ويزدن فوق هذا كله أن مبنى الكلية أصبح مكانا لتصدير الأمراض والأوبئة التي طالتهن وأعضاء هيئة تدريس الكلية. وقالت الطالبات إن مستوى النظافة تحت خط الصفر، إذ لا توجد عمالة تتولى تنظيف مرافق الكلية، في إشارة إلى انتهاء عقد الشراكة السابقة ورفضها تجديد العقد، نتيجة حدوث مشاكل مالية مع الجامعة على حد قول الطالبات. وأبلغت الطالبات أن جميع قاعات الكلية تعج بأنواع المخلفات المتراكمة والقاذورات، لدرجة انتشرت معها الروائح الكريهة وتكاثر الذباب البعوض، ما دعا الكثير من الطالبات للغياب عن حضور المحاضرات خشية تعرضهن لأمراض مزمنة، وخصوصا اللواتي يعانين من أمراض الربو والحساسية. بعض الفتيات أشرن إلى أن عددا منهن بادرن لتنظيف القاعات بأنفسهن، إذ جمعن المخلفات في مواقع متعددة، تمهيدا لنقلها إلى خارج الكلية، إلا أن أحدا من مسؤولي الكلية لم يكترث لهذا النشاط التطوعي، كما لم تسع إدارة الكلية لتأمين عمال نظافة، ما جعل البيئة داخل الكلية غير صحية على الإطلاق. «عكاظ» عرضت المشكلة على وكيل جامعة الباحة الدكتور علي العقلا الذي اعترف بتدني مستوى النظافة في الكلية، مشيرا إلى وجود إشكال في الاعتماد المالي مع شركة النظافة السابقة وطلبت الجامعة دعما ماليا إلا أنه تأخر. وقال: حصلنا على الموافقة المالية بزيادة قيمة العقد وجرى تعميد الشركة لتولي أعمال النظافة، مبينا أن الجامعة أجرت عملية نظافة داخل الكلية وبجهود ذاتية. وعلمت «عكاظ» من مصادرها أن أقل شركة نظافة طلبت مبلغ 31 مليون ريال لتولي أعمال النظافة والصيانة في مختلف مرافق الجامعة ولعام واحد فقط، غير أن الوزارة لم توافق سوى على 16 مليون ريال فقط، وهو ما أخر العمل في نظافة الكلية.