تسبب انتهاء عقد إحدى شركات النظافة المتعاقدة مع كلية التربية بجامعة الباحة، في تحويل أروقة الأقسام الأدبية بالكلية إلى ساحات للنفايات من كل نوع، بعد أن انسحبت الشركة لعدم ملاءمة العرض المادي الذي تحصل عليه نظير ما تقوم به من جهود، وهو ما جعل المكان لا يطاق، حيث لم يعد هناك مكان خالٍ من أكوام النفايات، فيما أخذت قردة البابون تتسلل إلى داخل الكلية لتسرح وتمرح كيفما شاءت وهي تطلق أصواتاً مزعجة خلال بحثها عن الطعام بين النفايات. بلجرشي. خالد مستور وذكر عدد من الطالبات أن مستوى النظافة داخل الكلية لم يعد بالإمكان السكوت عليه بعد أن أصبحن يعشن وسط النفايات وروائحها الكريهة، وهو ما جعل تركيزهن الدراسي يقل، إضافة إلى تعرضهن لهجمات القردة التي تتسلل إلى داخل الكلية من المرتفعات القريبة، لخطف الأطعمة من بين أيديهن، مشيرات إلى أنهن أبلغن إدارة الكلية أكثر من مرة لكن من دون جدوى. هجمات البابون وقالت كل من منيرة الغامدي وأسماء عبدالله: إن القردة تفاجؤهما دائما في قاعات المحاضرات التي تكون مستقلة عن المبنى الرئيسي، أو عند تجمعهن وقت الإفطار، حيث تهاجمهن بشراسة وتخطف ما يحملن من أطعمة أو عصائر، وتفر هاربة، لدرجة أنهن اعتدن عليها وعلى وجودها وهي تسرح وتمرح فوق جدران المباني والأسقف المصنوعة من الصفيح، أو تغتسل من مياه الخزانات. وأضافت فائزة الزهراني أنهن تقدمن بالعديد من الشكاوى إلى عميدة الكلية التي تعدهم دائما بإيصالها إلى مدير الجامعة، لكن من دون جدوى. وأشارت هيفاء محمد إلى أن النفايات تتراكم يوميا لعدم وجود عاملات نظافة، وهو ما جعل المكان أشبه بمرمى نفايات، كما أن الروائح المنبعثة منها تضايقهن كثيرا وتهددهن بعدم القدرة على الاستمرار في الدراسة لأن المكان لم يعد بيئة صالحة للدراسة. وذكرت أسماء الغامدي أنه إضافة لإشكاليات النظافة، فإن الطالبات يعانين برودة الطقس في الشتاء والحرارة الشديدة في الصيف خلال جلوسهن في القاعات الملحقة بالكلية، وهي عبارة عن «هناجر حديدية» إضافة إلى سوء تهويتها. أما ناصر الغامدي «ولي أمر طالبة» فذكر أنهم تقدموا بشكاوى إلى مدير الجامعة تتعلق بسوء التنظيم داخل الكلية: «وعدم توافر النظافة، ووجود قرود البابون التي أصبحت مشكلة يومية، حيث لا تخلو مجالسنا اليومية في البيت من قصص تسردها ابنتي الطالبة عن القردة وهجماتها التي تعدت خطف الأكل إلى خطف حقائب الطالبات بكل متعلقاتها من أوراق ثبوتية وغيرها وتفتيشها ورميها بعد العبث بها». تسرب الطالبات إحدى المسؤولات بالكلية «تحتفظ شمس باسمها» أوضحت أن «مستوى النظافة متدن إلى ما تحت درجة الصفر، فلا توجد عاملات لنظافة المباني والممرات والقاعات، بعد انتهاء عقد الصيانة والنظافة مع الشركة السابقة، ورفضها تجديد العقد بحجة أن العطاء قليل لا يساوي المجهود الذي تبذله الشركة داخل مباني الكلية». وأضافت أن «النفايات ليست في أروقة الكلية فحسب بل حتى داخل القاعات الدراسية التي تعج بمختلف أنواع النفايات وبواقي الأطعمة والروائح الكريهة، ما يجعلها حاضنة للحشرات الناقلة للأمراض، وهو ما سبب غياب كثير من الطالبات وتسربهن، خصوصا اللاتي يعانين أمراضا مزمنة مثل الربو وغيره». وذكر سعيد بن خاطر أن مباني الكلية متهالكة، وعلى الرغم من كثرة مطالباتهم بإنشاء مبنى جديد أو تأجير آخر يكون مناسبا، فإنها لم تجد آذانا صاغية، وطالب بسرعة التدخل من قبل المسؤولين لحل هذه الإشكاليات. وكان عميد كلية التربية بجامعة الباحة المشرف على كليات البنات في المنطقة الدكتور عبدالله مخايش أعلن في تصريحات صحفية أن الإدارة تعاقدت مع شركة متخصصة لنظافة كليات البنات، وخصوصا كلية التربية للأقسام الأدبية لمدة ثلاثة أعوام، ولعمل سياج حديدي لضمان عدم تسلل القردة إلى داخل الكلية .