تقدم زميل في العمل منذ ثلاثة أعوام لخطبتي، غير أنها لم تتم، إذ كنا ننتظر تحسن الأحوال المادية ختى شعرنا باليأس، هو يريدني وأنا أريده وهو ليس من نفس جنسيتي، وفجأة سمعت أنه خطب، حينها حزنت كثيرا، بعدها صليت صلاة الاستخارة، ثم ذهبت إلى النوم.. فرأيت في منامي أنني كنت معه في سيارة كبيرة من نوع الشاحنات ولكن أصغر قليلا، وكان يقود وأنا بجانبه نمشي في طريق واسع ليس به سيارات وكان الوقت نهارا، وكانت هناك عاصفة خفيفة، وفجأة ارتطم بزجاج السيارة من ناحيته شيء كالقطن أو الثلج، استمررنا في طريقنا، وفجأة ارتطم في نفس المكان شخص ففزعنا وأوقف السيارة ونزلنا ولم نر شيئا، بعد ذلك رأيت أننا نقف عند مؤخرة السيارة، وكنت خائفة وأمسك بذراعه وأتكلم معه، وكان طويلا مع أنه في الحقيقة ليس طويلا، أرجو الرد.. أريد أن أعرف هل سيعود أم لا؟ س، أ جدة أختي س، أ: كتب الله لك الخير والسعادة، وجمعك بمن تحبين على خير إن شاء الله، وسوف نأخذ رؤياك هذه بالتأويل المنامي، وليس بتأويل الاستخارة لأسباب أوضحها لك لاحقا. أما إذا أخذنا رؤياك بالتأويل، فهي تدل على وجود بعض العقبات في مسيرتك مع هذا الشخص الذي ترغبين الزواج منه، وسوف تنتهي هذه العقبات في نهاية المطاف إن شاء الله تعالى بالتوافق بينكما بإذن الله، وهذا ما دل عليه في نهاية رؤياك بوقوفكما في مؤخرة السيارة مع بعض وهو في طول غير اعتيادي. لذلك، أبشري إن شاء الله بكل خير. أما تعليقي على رؤيا الاستخارة فلا يؤخذ بها في المنام، إلا في أضعف الأحوال، وفي آخر المطاف وبشروط معينة حينما يتكرر المنام أكثر من مرة بنفس الصيغة والشواهد والقرائن، والذي لا يكون للعقل الباطن دور فيها، وأصل الاستخارة يغلب عليه إحساس النفس من رفض وقبول بلا مسببات خارجية وتيسير الأمور، وعلى شرط أن من يقوم بالاستخارة أن لا يشغله شاغل سوى ذكر الله سبحانه وتعالى؛ كي لا يدخل في منامه أحاديث النفس أو العقل الباطن بما يشتهيه أو يكرهه، ويقوم بإعادة الاستخارة في حال انشغاله من يوم إلى سبعة أيام متتالية، لذلك أحببت توضيح ذلك لك، حتى لا تتشابه علينا الأمور، خاصة في الأمور المصيرية كالزواج أو ما شابه، وقد ترين شيئا في منامك بما تريده نفسك وتهواه وهو ليس له علاقة بالاستخارة، إنما يكون من أضغاث الأحلام وحديث النفس، وتتخذين قرارك على هذا الأساس، مما يجعلك تتعرضين للندم فيما بعد لا قدر الله، أسأل الله لك التوفيق والسلامة، والله أعلم.