شمرت بلدية بريمان في جدة عن ساعد الجد وكشرت عن أنيابها، وخرج رئيسها مخفورا بمعاونيه ومحفوفا ببلدوزرات البلدية، منذرا مهددا متوعدا أهالي حي الأطلال بإزالة منازلهم وهدم استراحاتهم وتشريد أطفالهم وزوجاتهم، فإن أبوا إخلاء مساكنهم فصل عنهم عدادات الكهرباء وتركهم يبحثون عن مراوح السعف وفوانيس القاز ومكانس العرجون ويعرضون ثلاجاتهم وغسالاتهم وتلفزيوناتهم للبيع في مزاد علني إذا ما تعطفت وتلطفت البلدية وسمحت لهم ببيع ما لديهم من أدوات تنتمي لعصر الكهرباء الذي قررت البلدية أن تخرجهم منه وتقذف بهم وراء التاريخ. ولكي يبرهن رئيس البلدية الهمام على أنه صارم وجاد وحازم ولا تأخذه في الحق لومة لائم اكتفى بهدم منزل واحد، مؤكدا للأهالي أنه لا يمزح معهم وأنهم ليسوا ضحايا الكاميرا الخفية. ولم يكن رئيس البلدية ينفذ قرارا للمحكمة بالإزالة كما لم يكن ينفذ توجيها بإزالة تعديات على أراض حكومية بل تحرك محفوفا بالتهديد والوعيد مسلحا بآليات الهدم والتشريد استجابة لطلب مواطن من فئة رجال الأعمال التي يقف لها الرئيس إجلالا ويقف لها شعر الرأس هولا ما دام يحمل صكا واحدا بامتلاك مليون متر، صكا يكفي لتشريد آلاف المواطنين يسكنون الحي منذ 16 عاما. كان يمكن للرئيس الهمام أن يحصل على نوط الشجاعة لتحريك آليات البلدية من أجل الفزعة لمواطن واحد يحمل صكا لولا أن تدخلت المحكمة التي لجأ إليها أهالي الحي، واكتشفت أن ذلك الصك الذي كاد أن يشرد أهالي حي بأكمله وخرج من أجله الرئيس في غزوة حي الأطلال لم يكن سوى صك وهمي مزور تلاعب فيه صاحبه ليطبقه على ذلك الحي. المحكمة أحبطت عملية الاستيلاء على الحي ورئيس البلدية عاد إلى مكتبه وقد خسر جولة من جولات التهديم دون أن يسأل نفسه كيف استباح حيا بأكمله من أجل الفزعة لرجل يحمل صكا مزورا دون أن يتوثق من صحة ذلك الصك، والأهالي عادوا إلى منازلهم وهم يتساءلون: إحنا وين عايشين يا ناس؟ [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 165 مسافة ثم الرسالة