إذا ركبت الطائرة وأنت في حالة غيبوبة واستيقظت في نهاية الرحلة فإنك لن تعرف المدينة التي حطت فيها الطائرة إلا إذا كانت هذه المدينةجدة حيث ستشاهد بعض الركاب الذين يرتدون ملابس الإحرام، هذا كان في الماضي .. أما اليوم فثمة طرق جديدة كي تتأكد أنك في جدة ولست في أي بلد آخر. إذا ذهبت إلى الفندق ووجدت بين مستلزمات الغرفة جهازا لطرد البعوض سوف تتأكد حينها أنك في جدة، فالتدمير الذي تتعرض له البيئة في الأرض والبحر والجو هو جزء من النشاط السياحي للمدينة الساحلية، ومصادفة سلالات مختلفة من البعوض أو الحديث عن أنواع جديدة من الأوبئة أصبحت مسألة أقل من عادية في جدة. إذا وجدت أن بلدية الحي لا تفعل شيئا وهي مجرد محطة إرشادية يتلخص دور الموظفين فيها بقولهم لك: (كل شيء بيد الأمانة) فأعرف أنك في جدة حيث البلدية ليس لها يد في الوقت الذي يوجد فيه مجسم كبير لليد!. إذا وجدت أن سعر مخطط البناء يصل إلى أضعاف أضغاف قيمته في المدن الأخرى لأن الإدارة البيروقراطية اخترعت عشرات العراقيل الإلكترونية تحت شعار التطوير وكان المستفيد الأكبر من هذا الروتين الإلكتروني هي المكاتب الهندسية، فأعلم أنك في جدة. إذا علمت أن المنطقة التاريخية ليست مفتوحة للزوار وليس فيها بيع أو شراء أو سكن ولايعرف عنها الناس شيئا إلا إذا احترقت، وإذا أيقنت بأهمية نقل التبعية الإدارية لهذه المنطقة إلى الدفاع المدني، فأعلم أنك في جدة. إذا وجدت أن مراكز الأرشيف والوثائق تحترق فجأة فيختفي لهيب الحقيقة ويتحول إلى دخان يصعب الإمساك به فاعلم أنك في جدة. إذا وجدت مدينة تحتاج في كل لحظة إلى خدمات الدفاع المدني فاعلم أنك في جدة. إذا اكتشفت متأخرا أن هذا الطريق المزدحم الذي تتوقف فيه منذ ساعتين لا يؤدي إلى أي مكان بل يعيدك إلى نفسه .. فأعلم أنك في جدة! إذا وجدت شركة تسفلت الطريق وبجوارها بالضبط شركة تحفر الطريق فأعلم أنك في جدة. إذا وجدت مدينة تلقي كل مخلفاتها وصرفها الصحي في البحر فأعلم أنك في جدة، وأعلم أنك بشكل أو بآخر سوف تشارك في مهرجان (أعمل خيرا .. وأرمه في البحر). [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 211 مسافة ثم الرسالة