قبل عدة سنوات، كنت أعتبر الانتخابات البلدية النصفية عرسا وطنيا وخطوة أولى باتجاه المشاركة الشعبية، ولكنني اليوم لا أجد سببا مقنعا يدفعني للاستيقاظ من النوم باكرا لتسجيل اسمي في سجلات الناخبين، ثم البحث عن اسم المرشح الذي سوف أصوت له؛ لأنني أعتقد أن هذا المرشح مهما كانت قدراته لن يستطيع الإجابة على سؤالي الصغير: (ما الذي ستفعله لي؟). لذلك سوف أوجه السؤال ذاته إلى الجهة المنظمة للانتخابات: لو كنت في جدة، هل سيقوم عضو المجلس البلدي بالاطلاع على المقاولات الخاصة بتصريف السيول؟ وهل لديه حق في رفض أي مقاولة يرى أنها غير مكتملة الشروط؟، هل سيكون مسؤولا عن حماية البيئة المدمرة التي أصبحت تعج بالبعوض والجرذان والغربان، أم أنه لن يجد حيلة سوى التصريحات الصحافية؟!. ولو كنت في الرياض، هل يحق لعضو المجلس البلدي أن يضع خططا لحل مشكلة الاختناق المروري الدائم والبحث عن مشاريع للنقل الجماعي والمترو، أم أن ذلك سيكون خارج نطاق اختصاصاته؟، هل من حقه أن يراجع مخططات الأراضي ويتابع أعمال الشركات المكلفة بتنفيذ المشاريع الحيوية، أم أن صلاحياته لا تتعدى منع الحفلات الغنائية في الأعياد؟. ولو كنت في الشرقية، هل يمكن أن يساهم العضو الذي انتخبته في حل مشكلة الطرق التي حولت المنطقة الجميلة إلى متاهة مضحكة، فلم يعد من السهل التعرف على الخبر من الدمام من الظهران؟، وهل يمكن أن تحول له مشاريع الترخيص بإقامة منتجعات بحرية، أم أن دخوله في مثل هذه المسائل يعتبر تدخلا فيما لا يعنيه؟!. ولو كنت في جيزان، هل يستطيع هذا العضو إيقاف عمليات حرق القمامة عند مداخل القرى. ولو كنت في مهد الذهب، هل يستطيع هذا العضو التحرك لإيقاف الكارثة البيئية هناك. ولو كنت في المدينةالمنورة أو حائل أو عسير أو نجران، هل يستطيع هذا العضو الذي انتخبته أن يجد مجرد (ريق حلو) من الأمانة التي تدير كل شيء في المنطقة؟!. قد تكون المسألة بالنسبة للكثيرين أعمق من ذلك، ولكنها بالنسبة لي في غاية البساطة، حيث إنني أحتاج مبررا قويا كي أصحو من النوم باكرا، فأنا لا أفيق من النوم باكرا إلا لأمر جلل لا يصح التهاون معه، والأمر الجلل بالنسبة لأمثالي لا يتعدى مراجعة في الأحوال المدنية أو الجوازات، ولكي أضيف إلى قائمة (الجلاجل) الشخصية موضوع الانتخابات البلدية، فإنني أحتاج أن أعرف أولا ما الذي سيفعله العضو المنتخب لي؟!. باختصار، مشاركتي في الانتخابات البلدية تعني أنني أصبحت شريكا في المدينة التي أعيش فيها، وأن قراري بانتخاب هذا المرشح أو ذاك سوف يغير في طريقة إدارة هذه المدينة بشكل أو بآخر، وبما أنني حتى هذه اللحظة لا أعرف شيئا محددا يستطيع أن يفعله عضو المجلس البلدي، فإنني سوف أكون نائما يوم الانتخابات.. وتصبحون على خير!. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 211 مسافة ثم الرسالة