حط الفنان السعودي ماجد المهندس آخر فرسان الأوبريتات الافتتاحية لمهرجان الجنادرية، رحاله في الرياض، استعدادا لمصافحة حضور حفل الافتتاح مساء الأربعاء المقبل في أوبريت وحدة وطن. المهندس الذي نقل رغبته ورغبة الشاعر ساري أن يكون الأوبريت مفاجأة ليوم افتتاح المهرجان، قدم ل «عكاظ» أبرز ملامح العمل الجديد وهي أنه «يحكي في بعض جوانبه الكثير من رؤى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله في التعاطي مع الآخر وخطى السلام والدعوة إلى الحوار»، مؤكدا في الوقت نفسه أن نص ساري الإبداعي تمازج مع أفكاره الموسيقية وأمنياته. المهندس الذي طوال الأشهر القليلة الماضية كان يمسك بعصا الترحال متنقلا مع زميله الملحن ناصر الصالح، يلحن للمرة الأولى أوبريت الجنادرية ويؤديه إلى جانب الفنانات والفنانين: محمد عبده، راشد الماجد، عبد المجيد عبد الله، عباس إبراهيم، فدوى المالكي، ويارا، إضافة إلى التجسيد الدرامي لراشد الشمراني. التراث الإيقاعي ¶ كيف تعاملتم مع الموروث الموسيقي الشعبي للمملكة في الأوبريت؟ التعامل مع موسيقى البلد والأرض؛ التراث الإيقاعي والفلكلورات المتنوعة والثرية، بشكل مكثف يساعد على الإبداع، فضلا عن تقديمك أفكار موسيقية تستند إلى تراث ليس له نهاية. ولا تنس أنني طالما تغنيت بأعمال محمد عبده والراحل طلال مداح، وأعمال مرتبطة بوجدان الجمهور. كما أن تجاربي الطويلة في الغناء الخليجي أكسبتني خبرة كبيرة. حديث عن الوطن ¶ ماذا عن النص، الكل متشوق للوصول إلى نوعيته وكيفية تعاملك وناصر الصالح معه؟ من الطبيعي أن الموضوع في صورته الأولى والأخيرة «حديث عن الوطن»، يترجم الشاعر مشاعره وأحاسيسه، وهذه المهمة تختلف في معاييرها من شاعر إلى آخر، لكن ليس بمعنى أن المواطنة لدى الشاعر تقاس بما يستطيع ترجمته تجاه الوطن. المهم هنا والخلاصة أنني كنت محظوظا بتكليفي بتلحين هذا النص للشاعر الكبير ساري، الذي تمازجت أفكاري الموسيقية بنصه الإبداعي، حيث يلتقي مع أمنياتي في أن ألحن نصا لشاعر بهرتني عطاءاته في تجربتنا الفنية الأولى. وأتمنى أن تنال تجربتي هذه الوطنية معه رضا الجمهور الكبير الذي ينتظر انطلاقها برعاية وحضور خادم الحرمين الشريفين مساء الأربعاء المقبل. ¶ ماذا عن التفاصيل؟ أفهم أنك تريد بعض التفاصيل أو مقاطع من النص، لكن بالفعل أتمنى أن تكتمل رغبتنا؛ الشاعر وأنا بأن يكون النص وتفاصيل العمل مفاجأة لحين موعد المهرجان.. لكني أستطيع القول إن النص يحكي في بعض جوانبه عن تكوين هذا البناء وانطلاقه إلى العالم المتحضر، كما يحكي الكثير من رؤى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله في التعاطي مع الآخر وخطى السلام والدعوة إلى الحوار. الجانب الإنتاجي ¶ هل سيطرح الأوبريت تجاريا في سوق الكاسيت؟ لأن بعض هذه الأعمال لا توزع تجاريا، ويصعب حصول المتلقين عليها؟ ليس لي علاقة بالجانب الإنتاجي للعمل، لكن الذي عرفته أن إدارة المهرجان طبعت منذ الأسبوع الماضي مئتي ألف نسخة cd يبدأ توزيعها اعتبارا من يوم افتتاح المهرجان، كما أن الأسطوانات ستهدى إلى العديد من الجهات الثقافية والإعلامية. تنفيذ العمل ¶ ما هي أبرز محطات تنفيذ هذا الإنجاز «الأوبريت»؟ هي عديدة جدا، بدأت بطبيعة الحال في جلسات العمل مع الشاعر ساري بين جدةوالرياض، ثم مراحل التلحين في كل مكان أكون فيه؛ القاهرة، بيروت، الرياض، وحتى في هولندا وغيرها، كانت أفكاري وتراجمي الموسيقية وعملي المتواصل من أجل الإنجاز الذي ظهر أخيرا في تنفيذ العمل موسيقيا في القاهرة، وإدخال أصوات نجوم العمل في جدة ودبي. وهنا أحب أن أنوه بصوت الطفل القادم إلى ساحة الغناء خالد جيلاني، الذي سيكون له مشاركة واضحة قد تمنحه إشارة بدء الانطلاق إلى عالم الغناء بشكل كبير في المستقبل. أفكار موسيقية ¶ ماذا عن آخر أنشطتكم وأحدثها فور الانتهاء من أوبريت الجنادرية؟ في القاهرة ستبدأ مرحلة تنفيذ أفكار موسيقية اتفقت عليها مع الموسيقار الكويتي يوسف المهنا، الذي اجتمعت وإياه أخيرا في بيروت، وسيجمع بيننا الكثير من الأغنيات طوال المراحل المقبلة، وشخصيا سبق لي التغني بكثير من ألحانه التي شدا بها الفنان محمد عبده.