الوطن للجميع، عبارة مختصرة عميقة الدلائل، دوى بها صوت خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وهو يخاطب الأمة والوطن أمام أعضاء مجلس الشورى قبل أيام. الوطن هو الأرض التي ينتمي إليها الإنسان حيث ولد فيها وترعرع فوق ترابها واستنشق هواءها واستظل تحت سمائها، محبته تضاهي حب الوالدين، وهذا الوطن يعتز ويفتخر كل مواطن حر شريف بانتمائه إليه، حب صادق يتغلغل في القلب والوجدان والمشاعر والشعور لذلك فالوطني الصادق المحب للوطن لا يفرط بذرة تراب من تراب وطنه مهما كانت الظروف ولا تغريه المادة ولو عرضت كنوز الدنيا لا يمكن أن يفرط بشبر واحد. ومقياس الوطنية أيضا أن يفتخر ويعتز بالأرض التي ينتمي إليها، ويحب لوطنه الخير والمجد والتقدم والازدهار يؤلمه ما يؤلم الوطن، مؤمنا بأن حبه من الإيمان كما جاء في الحديث. إذن الأرض كالعرض والوطن كبير بأبنائه المخلصين والشعوب تبنى بسواعد أبنائها وإذا ما تعرض الوطن لأي اعتداء أو مؤامرة بذلوا أرواحهم وأموالهم فداء للوطن الغالي ومن ليس له وطن ليس له هوية. وكما قال الشاعر: وحبب أوطان الرجال إليهم مأرب قضاها الشباب هنالك إذا ذكروا أوطانهم ذكرتهم عهود الصبا فيها فحنوا لذلك يفمهما الإنسان عاش بعيدا لاشك أن يحن إلى وطنه الذي عاش وترعرع فيه عهودا وأزمانا مليئة بالحب، كيف لا وبلد مثل هذا البلد الذي يتشرف كل فرد منا بالانتماء إليه والعيش فوق أرضه الطاهرة، بلاد الحرمين الشريفين قبلة المسلمين في صلواتهم الخمس تهوي إليه أفئدة المسلمين من كل أصقاع المعمورة ومهبط الوحي، ومنبع الرسالة السماوية، فلهذا الوطن الحب، وطن واعد بالمنجزات لغد مشرق بالخير والسعادة والأمن والأمان والرخاء في كل شبر من أرضه الطاهرة. فهنيئا لنا بهذا الوطن، وهنيئا لنا هذا القائد الفذ، الذي يحمل الوطن على كفيه الحانيتين، يرعاه ويهيئ له ولأبنائه كل ما من شأنه علوه ورفعته، القائد الذي بادلنا الحب بالحب، والولاء بالعطاء. سعيد بن هندي السلمي الكامل