يقول (تشارلزكولتون).. كثير من الكتب لا تتطلب تفكيرا كبيرا ممن يقرؤها، لأنها ببساطة لم تكلف كاتبها ذلك!!، فنحن نسعى دائما بأن نزيد من حب القارئين للقراءة، ومن غير القارئين للاطلاع، ومن المطلعين لمحاولة الكتابة، ليس فقط للعلم وإنما لتقارب العقول والأفكار والشعور بالذات، وإذا كان هدف الكتابة أن يتعرف القارئ فقط على سلبياته متخلين في سطورنا عن محفزات القراءة من متعة وتفاخر بأمل قادم، فحقا لا حاجة لنا للكتابة، ولا حاجة للقارئ للقراءة. أشعر بالقلق دوما، وأشعر بالإحباط أحيانا، تجاه هذه الأقلام التي كتبت لتختلف مع القارئ فقط، دون مراعاة لتلك الأعيُن البصيرة، وذلك العقل المنير الذي أخذ من وقته وجهده وتركيزه، ليحاول مرارا وتكرارا إيجاد نبرة تشجيع أو ابتسامة معلنة أو خفية بين سطور قلمك ليتعرف على ما يجهل، ويتعلم من بين سطورك، التي حاولت أنت جاهدا دون معيار واضح أن تضع قوانين تجبره على قراءة موضوعك من وجهة نظرك وليس من وجهة نظر محايدة بين العلم والحياة، ولهذا يفقد القلم مصداقيته وجزءا من دوره تجاه البشرية بكامل طاقتها وفكرها المعاصر . إننا الآن بحاجة حثيثة إلى قول المفكر والكاتب (إليزابيث براوننغ) حينما قال إن الكتاب هو المعلم الذي يعلم بلا عصا ولا كلمات ولا غضب، بلا خبز ولا ماء، إن دنوت منه لا تجده نائما، وإن قصدته لا يختبئ منك، وإن أخطأت لا يوبخك، وإن أظهرت جهلك لا يسخر منك. الناس أعداء ما جهلوا، والكتب ليست أكواما من الورق الميت، إنما هي عقول تعيش على الأرفف يتصفحها الإنسان ويأخذها صديقا حميما له عند الحاجة للمشورة والرأي. فحقا حينما يصدق القلم تسمو المعاني النبيلة، حينما يصدق القلم تبنى الأجيال الشامخة العالية بفكرها تناطح سحاب العلم والمعرفة والشعور بأهمية الذات.. حينما يصدق القلم تصبح سطورك لوحة يملأها الخضار معبرا عن جمال الحياة وجمال الطبيعة.. فدعونا نصدق مع أقلامنا لكي يصدقنا قارئنا، وتصدق معنا أقلامنا، فنفخر بأقلامنا من خلال سطورنا وتفخر بنا صفحاتنا ويفخر بصفحاتنا قرائها. محمد دهشان