في عام 2003 نشرت صحيفة «سترايتس تايمز» السنغافورية دراسة بحثية شملت معتنقي الديانات الأكثر انتشارا في العالم: الإسلام والنصرانية واليهودية والبوذية والهندوسية، وأجرت الدراسة مسحا ركز على ثلاثة معطيات رئيسية «جغرافية الانتشار متوسط الدخل مستوى التعليم»، وخلصت نتائج الدراسة إلى الخطوط العريضة التالية: ينتشر اليهود في 113 بلدا في العالم ويصل متوسط دخل الفرد فيهم سنويا إلى 16500 دولار، والنصارى في 218 بلدا بمتوسط دخل سنوي قدره 9000 دولار، والبوذيون في 27 بلدا ومتوسط دخل 6600 دولار، والمسلمون ينتشرون في 123 بلدا ومتوسط دخل يصل إلى 1730 دولارا في السنة الواحدة. أما في خانة مستوى التعليم، فقد جاءت نتائج الدراسة إلى أن نسبة التعليم العام والعالي عند اليهود تشكل 97 في المائة من تعدادهم، والنصارى 87 في المائة، والبوذيين 85 في المائة، والهندوس 53 في المائة، بينما قبع المسلمون في مذيلة النتائج بواقع 51 في المائة تشكل نسبة المتعلمين من المسلمين وفقا للدراسة الصادرة قبل نحو سبع سنوات، من جهة لا يشوبها تشكيك النوايا التي قد تعشعش في عقل «المراغمين» المتخمة بنظريات التآمر، فالكل يعلم أن مجتمع شرق آسيا في أرخبيل الملايو خير شاهد على التعايش ونبذ الخصومة في خليطه متعدد الأعراق والديانات. إذن.. نحن الذين نشكل في تعداد العالم وسكانه 3.1 بليون مسلم، وتشوبنا حالة المثالية والطهورية والنقاء التي نرددها صباح مساء بصفتنا حملة القيم التي تمخضت عن أزمة يتقلب فيها المسلمون بين الاقتصاد والتعليم، تفنن في إعمالها السياسي المنتشي بضحالة شعبه المسلم، وزاد من جرعتها الترياق الاجتماعي المستند إلى الأعراف والتقاليد البالية، وأسئلة استبدلت قيمة الاحترام في عصرنا هذا واعتمادها على قوة العقل والاقتصاد والتعليم إلى أسئلة «الفضاوة» التي قادت المجتمعات المسلمة إلى حروب فكرية متطاحنة هدفها المعلن: كيف أطرد وأهزم خصم الداخل!. لقد أثبتت التيارات الفكرية في مجتمعاتنا بمختلف أشكالها أنها تستلهم قوتها بمنطق «الصياح»، وانشغل أتباعها بقواعد التصنيف والطرد، ولم يقدموا لمجتمعاتهم حلولا عملية تنهض بهم وفق منظومة «المشترك العام» لأن دائرة الاختلاف لديهم أوسع من دائرة الاتفاق، ولو كان على حساب عامة الناس «الملعوب عليهم»، ولم تفلح أقطابهم من الإسلاميين إلى العلمانيين في تقديم خطوة عملية «تبني» بمقدار تميزهم في حصر مجتمعاتهم بين صراع الأسلمة الحركي والتحرر بقيادة «الدشير»، وجميعهم وجهان لعملة واحدة... ثم بعد ذلك يرثون ضعفنا ويشتمون المتآمرين علينا!. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 128 مسافة ثم الرسالة