أبدت عدد من المختصات في الشأن الاقتصادي استغرابهن من غياب المرأة السعودية كمتحدث عن منصة منتدى جدة الاقتصادي العاشر، الذي يتناول موضوع الاقتصاد العالمي 2020، رغم أن المرأة السعودية اعتلت منصة المنتدى كمتحدثة في الأعوام السابقة، والأمثلة على هذا كثيرة وأبرز من تحدثت في المنتدى سيدة الأعمال لبنى العليان، والدكتورة ناهد طاهر، والدكتورة هيفاء جمل الليل، وثريا العريض. ترى ما سبب غياب أو تغييب المرأة السعودية عن منصة المنتدى هذا العام.. وكيف يمكن تصور منتدى ناجح ومتوازن بدون مشاركة فاعلة من المرأة السعودية؟ بداية تستغرب المهندسة نادية بخرجي غياب أو تغييب المرأة السعودية عن منصة المنتدى، رغم مشاركتها في دورات سابقة، قائلة: لم يخبرني أحد بالأمر لأكون على منصة المنتدى الاقتصادي لهذا العام، بالرغم من أنه لو حدث لكنت قد أفدت بما لدي من خبرة، خاصة أنني قد انتخبت مرتين متتاليتين عضوة في مجلس هيئة المهندسين، أي أنني قد أتممت أربع سنوات في مجلس إدارة الهيئة، ولدي الكثير كي أقدمه وأقوله. ولقد ختمت مدة عشرة أعوام في مجلس إدارة الملتقى العربي الدولي للمرأة، بخلاف أعمالي الخاصة. وأزجت شكرها للقائمين على الملتقى لدعوتهم لها في عام 2005، حيث تمكنت من تقديم ورقة عمل في موضوع المجتمع المدني وسبل تطويره. وأعربت عن أملها في أن لايغفلوا الجانب النسائي في المنتدى الاقتصادي المقبل، وأن يتداركوا ذلك في أقرب وقت ممكن، وأن يقوموا باختيار جيد لسيدة سعودية تمثلنا وتشرفنا. فرصة إعلامية فلديهم من السيدات السعوديات اللاتي تستطيع أن تتحدث عن دورها في منصب قيادي، وتساءلت أليس من المفترض أن يفخروا بهن وأن يبرزوهن في هذا الوقت؟ خاصة أن المنتدى الاقتصادي لهذا العام محط أنظار جميع دول العالم، وفرصة إعلامية للمملكة لأن تبرز السيدات السعوديات ليفخروا بهن. وتساءلت عن السبب في تجاهل السيدات في التحدث أمام المنتدى؟ هل لأن رؤية وتوجه المنتدى لعام 2010 يختلفان عن سابقيه؟ هل المواضيع التي ستثار وتناقش من قبلهم لا يمكن لامرأة سعودية أن تضيف قيمة لها؟ هل قاموا بالبحث ولم يعثروا على شخصية مناسبة؟. تضيف بخرجي: إن المؤتمرات تلعب دورا كبيرا في التوجه، فإن أخذناها بشكل أوضح، ما سيقام هو علامة عن المرحلة التي نمر بها كتطور اجتماعي، أين وصلنا كفكر وكثقافة، فالدور هنا عبارة عن مسؤولية كبيرة كي يبرزوا الأمثلة الإيجابية للمجتمع، لأن ذلك يلعب دورا كبيرا في أنفس العامة من المجتمع، خاصة الجيل الجديد الذي ينشأ، دون إغفال فئة النساء، فجميعهم يحتاجون إلى أن يروا أمامهم أمثلة إيجابية. حتى لا نتراجع في خطواتنا إلى الوراء بعد كل الإنجازات والمسؤوليات التي قمنا بها كسيدات سعوديات. خطأ ينبغي تجنبه من جانبها، اعتبرت سيدة الأعمال إزدهار باتوباره أن إغفال مشاركة المرأة السعودية المتحدثة أمام المنتدى خطأ كبير، فلدينا سعوديات جديرات بأن يكن متحدثات، ويشرفن الوفود القادمة، سواء من أمريكا أو روسيا، ويشرفن الملكة رانيا أيضا، فلا أتوقع أن ماحدث من تجاهل هو شيء في محله. وتساءلت: أين الدكتورة ناهد طاهر أول مدير عام تنفيذي لبنوك خارجية وعربية وأجنبية وسعودية، وأين الدكتورة لمى السليمان أول امرأة تكون نائبا للغرفة التجارية، وغيرهن الكثير ممن يشرفننا كسعوديات في المجال الاقتصادي. تضيف باتوبارة: هل اقتصر العمل التجاري على العالم الذكوري دون النساء، لذا لم تتم دعوة النساء كمتحدثات إلى المنتدى؟ وتساءلت هل سقطت المشاركة النسائية سهوا، أم أن الأمر تقصيرا متعمدا، رغم الدولة والقيادة تدعم المرأة ومشاركاتها وتمثيلها، وميسرة أمام بروزها جميع السبل، فالملك عبد الله حين دخوله للغرفة التجارية ولم يجدنا قال «أين العنصر النسائي؟ إن لم يتواجدوا في المرات المقبلة فلن أحضر»، وهذا دليل أن الدولة ورأس الدولة مرحبة بنا. مفاجأة غير مريحة ولم تستوعب سيدة الأعمال أماني عبد الواسع غياب المشاركة النسائية عن منصة المنتدى، ولا تلقي اللوم على أحد فيما حدث، وتقول: إن المفاجأة غير مريحة ونأمل أن يتم تدارك الأمر.. لكنها لم تفترض إلا حسن النية في الموضوع، قائلة إن ذلك ربما يعود للتنظيم المبكر أو أنهم قدموا لبعض السيدات، ولكنهن لم يستطعن الحضور. المعلومات مهمة من جانبها، تقول المستشارة الإدارية والاقتصادية الدكتورة نائلة حسين عطار «قد لاتكون هناك معلومات كافية عن وجود اقتصاديات سعوديات، وإذا وجدت فليس كل الاقتصاديات لديهن مهارات الوقوف في المنصة كمتحدثات، إلى جانب أن منتدى جدة الاقتصادي لا يتناول القضايا الاقتصادية للمجتمع السعودي، بل يمتد ليعرض التجارب الاقتصادية للدول الأخرى فتنوع الطرح مطلوب». وتتشارك سيدة الأعمال غادة غزاوي في حالة الاستغراب التي عمت الجميع من عدم وجود متحدثة سعودية في المنتدى هذا العام. وتعزو ذلك لعدة أسباب، فربما يكون توجه الإدارة الجديدة للمنتدى مختلفا عن الإدارة السابقة. وتؤكد غزاوي أن غياب المرأة السعودية المهتمة بالشأن الاقتصادي كمتحدث في المنتدى يعطي الإيحاء بوجود نقص في الكوادر النسائية، رغم وجود اقتصاديات سعوديات حققن مراكز متقدمة في المجال الاقتصادي. وتقول سيدة الأعمال حنان مدني: إن الأمر الطبيعي وجود امرأة سعودية متحدثة في منصة المنتدى، لكن ما يدعو للتساؤل هو غياب المرأة السعودية كمتحدثة هذا العام، في حين أن الكفاءات السعوديات متواجدات بالمشاركة في منتديات خارج المملكة. المشاركة بالمداخلات وردا على التساؤلات عن أسباب غياب المرأة السعودية كمتحدث في منتدى جدة الاقتصادي لهذا العام، أكد رئيس منتدى جدة الاقتصادي العاشر رئيس مركز الخليج للأبحاث عبد العزيز صقر أن المنتدى لا يفرق بين المرأة والرجل، ويرى البحث عن التخصص هو الأمر المطلوب، خاصة أن موضوع المنتدى ذو بعد عالمي. وأوضح أن القائمين على المنتدى يسعون لتوازن الاختصاص بين ضيوف المنتدى من داخل المملكة وخارجها، وذلك بهدف التنوع. ولفت لأهمية مشاركة المرأة في المنتدى، قائلا إن الأكاديميات سوف تتاح لهن بالتأكيد فرصة المداخلة والمناقشة من خلال الجلسات، إلى جانب إتاحة الفرصة لطالبات الجامعة والدراسات العليا، فهناك نحو 40 أكاديمية من جامعة الملك عبد العزيز غير الجامعات الأخرى. لروئية الصفحة "pdf" اضغط هنا