يقول المثل الإنجليزي: «الانطباع الأول هو الانطباع الأخير»، في جدة ما أن يدلف الزائر إلى البلاد حتى تصافحه عشوائيات المنطقة الصناعية في منظر لم تفلح كل المحاولات التجميلية إصلاح ما أعطبه الزمن، وجاء حريق أمس الأول ليكشف الوجه المستور لأعوام مضت. جرائم، مخالفات صريحة، عمالة سائبة، مصانع، مستودعات غير نظامية، بائعو خضار، محلات حدادة، ورش سيارات واختناق مروري ومشاهد لا تنتهي ..، ليست هذه أحد الأحياء العشوائية المهملة، التي استطونها المخالفون، وليست من أحياء جنوبجدة المنسية، بل هذه وجهة جدة الحضارية، ثاني أكبر مدن المملكة، وبوابة الحرمين الشريفين، وأول معالم جدة التي يتعرف عليها المقبل من خارجها سواء كان حاجا أو سائحاً فور وصوله مطار الملك عبد العزيز الدولي. حيث تنتشر كل هذه المخالفات أمام مطار الملك عبد العزيز ابتداء من أحياء شعبية سميت (الصميدات) وانتهاء بورشة سيارات وشركات لقطع الغيار. يتحدث محمد المطيري (من سكان الحي): الحي ينقصه الكثير من الخدمات في البنية التحتية، بالإضافة إلى وجود عدد من المخالفات الصريحة التي يمتهنها المخالفون من العمالة غير القانونية. ويقول المطيري «قربنا من المطار لم يشفع لنا لدى المسؤولين والاهتمام بالحي كونه الواجهة الأولى للسياح والحجاج»، مؤكدا وجود مصانع للجبس مخالفة ومستودعات لقطع الغيار وسكن للعمالة المخالفة غير النظامية من جنسيات مختلفة تختبئ في الحي خوفا من الجهات الرقابية وتعمل مخالفتها في المنطقة وتسكن فيها. ويتحدث عن وضع الحي خالد بن فهد السريع: إن المنطقة تعاني إزعاج ورش السيارات وبيع قطع الغيار المستمر في المنطقة، كذلك أصوات الماكينات وزحام السيارات كل ذلك بجوار المطار. مشيرا إلى أن المقاهي المنتشرة على طول الطريق تتسبب في زحام حقيقي وخصوصا أثناء مباريات كرة القدم المنقولة تلفزيونيا. سكان الحي تصاعدت شكاواهم أكثر من مرة إزاء وضع الحي من بينهم فواز المطيري الذي يقول «هناك عمالة مخالفة امتهنت البيع العشوائي على طول الطريق أمام شبك المطار، فالبعض منهم يبيع الخضار وآخرون عرضوا معداتهم أمام محالهم الخاصة بالحدادة على طول الطريق ليكونوا منظرا غير حضاري عن المنطقة، منتقدين سكوت المسؤولين عن هذه المنطقة التي تمثل واجهة جدة». ويلتقط الحديث عبدالله الزهراني مبينا أن هناك مستودعات مخالفة داخي الحي المجاور للمطار لبيع الجبس وتخزين السيارات وقطع الغيار التي تباع في المنطقة الصناعية يوميا، مؤكدا أن هذه المصانع بالرغم من أنها عشوائية إلا أنها تمثل خطرا جسيما على أبناء الحي وخطرا على المطار بكونها قريبة جدا منه. ويكشف عبد العزيز المطيري وجها آخر لأحياء المنطقة الصناعية «معظم عمال الورش والمحال التجارية يسكنون في الحي المجاور للمنطقة، وقاموا بعدد من التجاوزات في السكن تسببت في عدد من الجرائم الأخلاقية وغير الأخلاقية، مثل تمرير المكالمات، السرقات، العبث في ممتلكات البنية التحتية في الحي، وغيرها من التجاوزات».