أبرز ما يرى على مدخل جدة الشمالي، ومن بين منازل السكان، المنطقة الصناعية حيث ورش السمكرة والميكانيكا والحدادة والنجارة، ومصانع للأثاث والمفروشات والموبيليا والألمنيوم والمستودعات، ومحال قطع الغيار بمختلف أنواعها، والخراطة والكهرباء والمكائن المستعملة، ومقاهي الشيشة، تنتشر في كل مكان مقابل شبك مطار الملك عبدالعزيز الدولي، بصورة عشوائية مزعجة حد الاختناق، وتملأ المكان تلوثا ومرضا، فضلا عن فوضى العمال من جنسيات مختلفة، إضافة إلى الحفريات والمطبات وأكوام الحديد والسيارات الخربة المكومة في الزوايا، يحدث ذلك على الرغم من قرار اتخذته أمانة محافظة جدة بنقل الورش بعيدا عن النطاق العمراني، فماذا يقول السكان المجاورون لتلك الورش.. سعيد عطية، الذي تواجد في إحدى الورش أبدى تذمره شاكياً من الصخب الذي يعم المكان ورائحة الطلاء النفاذة التي تنبعث من ورش السمكرة، مشيراً إلى تدني مستوى النظافة فالكل يشاهد الحاويات أمام كل ورشة، ونحرص على وضع النفايات داخلها، غير أن هذه الحاويات تبقى بنفاياتها لعدة أيام دون أن يتم رفعها، وهذا دور البلدية في نظافة المنطقة، لافتاً إلى صدور قرار قبل نحو 5 أعوام بنقل منطقة الورش الصناعية خارج النطاق العمراني في أقصى الشمال، وأن هناك قرارات لاحقة بذلك، غير أن الوضع ما زال على ما هو عليه. أما حاتم الشيخي، أحد السكان المجاورين للمنطقة فيشكو وجود مقاهي الشيشة، بل تحول بعض الورش إلى مقاه، ويخشى أن تتوسع المنطقة في هذا النشاط الذي لا يطاق، ويشكل خطرا على الأهالي، لافتاً إلى أن هناك مطالبات من سكان الحي لدى الأمانة لمواجهة ظاهرة كثرة فتح المقاهي حول المساكن الخاصة. ويشاطره تركي حمد العتيبي الرأي، مضيفا أن المشكلة أصبحت تؤرق الجميع صباحا ومساء، وذلك ما دعا الكثير من الأهالي إلى الخروج من الحي، والبحث عن مساكن في أحياء أخرى، في حين تزداد الورش والمقاهي والمصانع انتشارا في المنطقة بصورة تستحق الوقوف أمامها بجدية. وقال زكي عبدالمنعم إن المنطقة تعاني العشوائية، وغير منظمة حيث تجد ورشة سمكرة ملاصقة لمصنع للمفروشات، وترى محل نجارة ملاصقا لمقهى، وتخيل فيما لو شب حريق، إضافة إلى التلوث الذي تعانيه المنطقة، خصوصا الأحياء السكنية المجاورة. ويضيف: معظم المناطق الخاصة بالورش الصناعية في مختلف بلدان العالم، لا يسمح بوجودها إلا في المناطق البعيدة عن السكان، بينما نجد هذه المنطقة الصناعية في قلب الأحياء الحديثة. ويقول محمد بالحاج المسؤول في إحدى الورش: أنا مع نقل جميع الورش بعيدا عن الأحياء السكنية، خصوصا أن هذه المنطقة أصبحت تشوه المدينة، وتعتبر من مصادر التلوث وتهدد حياة الأهالي المجاورين. ويؤكد محمد فاروق (عامل في إحدى الورش في صناعية الشمال) أنه سمع عن قرار نقل المنطقة قبل 5 أعوام، ولكنه لم ير سوى الورش تزداد والضجيج يعم المنطقة. ومن جانبه، أوضح رئيس بلدية المطار المهندس أحمد حمزة عوض، أنه سيتم نقل المنطقة الصناعية خارج حدود المناطق السكنية، وفي انتظار صدور التوجيهات بهذا الخصوص نظراً لضيق المنطقة، وقربها من المناطق السكنية ومطار الملك عبدالعزيز الدولي، مشيرا إلى أنه يتم تجديد الرخص المهنية للمحلات والورش في المنطقة الصناعية لمدة عام، إلى ان يتم اعتماد الموقع الجديد من قبل الإدارة المختصة بالأمانة، مضيفاً أن الفرع يطبق النظام على المحلات والورش المخالفة بالتنسيق مع الإدارات المختصة بالأمانة، من حيث الرخص واستخدام الساحات الخارجية والنظافة، مشيراً إلى أن المخالفات التي تضبط شهرياً تراوح ما بين 700 1000 مخالفة.