تشكل أنشطة الدوحة عاصمة للثقافة العربية التي أطلقها أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الخميس الماضي تحت عنوان «الثقافة العربية وطنا . . . والدوحة عاصمة» شاهدا مهما على تاريخ الفن والثقافة العربية وما تزخر به من إبداعات متواصلة منذ أن أطلق مشروع العواصم الثقافية عام 1995م. وترسيخا للمعطيات الفنية لهذه الثقافة تعكف اللجنة المنظمة للاحتفال على تقديم عدد من الأنشطة التي تواكب هذه المناسبة انطلاقا من العرض المسرحي (بيت الحكمة) واستمر بالأوبريت الذي يعرض خلال شهر فبرارير تحت عنوان «الصباح الجديد» عن أبي القاسم الشابي ،والعرض الفني لفرقة «بهاراتي» الهندية ، وما بعده من عروض تشهدها الدوحة في شهر مارس تتمثل في العرض المسرحي «صلاح الدين الأيوبي» والعرض الفني لفرقة «كجل» الروسية، ومسرحية «القرن الأسود»، والعرض الشعبي من قطر «الدشة والقفال» وغير ذلك من الأنشطة التراثية. اتضح منذ الوهلة الأولى لانطلاق الأنشطة التي حضرها الرئيس السوري بشار الأسد، وسمو حاكم الشارقة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، ووزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة، عزم الدوحة على التميز في تقديم الوجه الحقيقي للثقافة العربية وما تقديم العرض المسرحي (بيت الحكمة) إلا شاهد تقدمه الدوحة على ماتزخر به الثقافة العربية من إرث ثقافي، وهذا ما أكده وزير الثقافة والفنون والتراث رئيس اللجنة العليا للاحتفالات الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري حينما قال: «إنه شرف كبير لدولة قطر أن تكون دوحة الثقافة العربية». الدوحة التي توافد إليها العديد من الفنانين والمثقفين والإعلاميين تؤكد من خلال احتفالاتها أن منطقة الخليج حاضرة وحاضنة للفنون والثقافة العربية، وما العرض المسرحي السوري (بيت الحكمة) في الافتتاح وقبل ذلك العرض الاستعراضي للفرقة السورية في افتتاح مهرجان مسرح المونو دراما في الفجيرة في دولة الإمارات العربية المتحدة قبل أسبوعين إلا شاهد على انفتاح دول الخليج واستيعابها لجميع الثقافات. وبالعودة إلى (بيت الحكمة) نجد مدى الانسجام التام في هذا العرض بين الفنانين السوريين والقطريين ليتألق في ضوء هذه الحميمية غسان مسعود في شخصية هارون الرشيد الذي تجلى في أدائه مع أقرانه على المسرح أمثال: عبدالمنعم عمايري، ميسون، أبو سعد جلال شموط، زياد سعد، سلمان المري، غزوان الصفدي، أحمد الفضالة، ميساء عيسى، فهد الباكر، نوار بلبل، راشد الشيب، وإبراهيم البشري وغيرهم، إلى جانب فرقة (انانا) الاستعراضية في حرفية فنية صاغها المخرج جهاد سعد بعيدة عن أفكار المسرح التجريبي، لتكتمل برؤية إخراجية تلفزيونية للبناني باسم كريستو.