أثارت مسرحية «صلاح الدين الأيوبي» التي قدمتها فرقة « أنانا» السورية على المسرح المائي في ساحة الاحتفالات في «المدينة التعليمية» في قطر، أجواء ساخنة شهدت تفاعلاً بين الجمهور والممثلين السوريين، ووقف عدد كبير من الناس لتحية البطل صلاح الدين وأعضاء الفرقة. المسرحية أجري عرضها مساء أول من أمس في إطار فعاليات «الدوحة عاصمة للثقافة العربية لعام 2010» وفي سياق شراكة قطرية - سورية، حملت رسالة «واضحة» تؤشر وفقاً لتصريح أدلى به وزير الثقافة والفنون والتراث القطري الدكتور حمد الكواري ل «الحياة»، الى «أن العرب يطمحون الى أن يكون هناك صلاح الدين يوماً ما ليحرر القدس ويعيدها عربية مسلمة». والمسرحية موسيقية تعبيرية راقصة تخللته مشاهد درامية عن صلاح الدين وتوليه مقاليد السلطة في مصر وسورية وفتحه بيت المقدس وتحريرها ممن أطلق عليهم العرب اسم الفرنجة. وأتاحت المسرحية للمشاهدين فرص المقارنة بين سلوكيات محتلي القدس ومحرريها في أزمنة الحرب والسلم حيث تجلت صفات صلاح الدين وكيفية تعامله مع من طلبوا الخروج بسلام بعد الهزيمة. وفيما تألقت فرقة «أنانا» السورية في تقديم المسرحية صفق الجمهور بحرارة للممثل عبدالحكيم قطيفان الذي لعب دور صلاح الدين، وهو اتفق أيضاً مع وزير الثقافة القطري عندما قال ل «الحياة» إننا عشنا في وطننا العربي منذ زمن طويل سلسلسة هزائم وها هي المسرحية (الراقصة) تجسد دور شخصية تاريخية للتأكيد على أننا محتاجون لصلاح الدين جديد». وفيما أوضح وزير الثقافة القطري ان عرض المسرحية جاء في ظل اتفاق بينه وبين نظيره السوري رياض آغا في وقت سابق رأى أن عرض المسرحية في الدوحة يعني ان «القضية الفلسطينية هي قضية العرب والمسلمين ولن يهدأ بال العرب إلا بعودة القدس محررة». ووصف العرض المسرحي بأنه «ممتاز» وأن «القدس ستكون حاضرة في فعاليات الدوحة عاصمة للثقافة العربية لعام 2010» وأعلن أن الدوحة ستشهد قريباً في هذا الإطار «مهرجان أفلام المقاومة»، إضافة الى «أسبوع مخصص لفلسطين «كما سيقدم في نهاية العام الحالي «أوبريت القدس» بمشاركة عدد من الفنانين العرب. ولفت السفير السوري رياض عصمت الى أن المشاركة السورية في فعاليات الدوحة عاصمة للثقافة العربية شملت أنشطة عدة بينها «بيت الحكمة» (عمل درامي موسيقي عن الخليفة العباسي عبدالله المأمون ابن الخليفة هارون الرشيد وكان مهتماً بالعلم والعلماء)، كما قدمت «القدود الحلبية» لكن المشاركة وفقاً للسفير «بلغت الذروة» بتقديم مسرحية صلاح الدين. وقال إنها «عمل متكامل بين الشكل والمضمون وقدمت مأثرة قائد عظيم حيث حمل العمل في الوقت نفسه إسقاطات على واقعنا المعاصر تحث على العمل والأمل في الوقت نفسه». يذكر أن 90 شاباً وشابة من سورية شاركوا في العرض الراقص للمسرحية، وقال المدير الإداري للفرقة معتز أفغاني إن المشاركين يجيدون الرقص التعبيري في سورية بنظام الباليه، ونجحوا في تقديم لوحات تعبيرية راقصة حولت النص المكتوب الى نص حركي تعبيري. وفرقة «أنانا» التي أنشئت في عام 1990 قدمت عدداً من الأعمال المسرحية الراقصة بينها «هواجس الشام»، و أجراس القدس الدمشقية»، و«حكاية بطل»، و«عاشقات المجد»، و«ليالي أحمد بن ماجد»، و«زنوبيا ملكة الشرق»، و«صقر قريش»، كما قدمت أعمالاً تلفزيونية وسينمائية.