تحتفل الدوحة باختيارها عاصمة للثقافة العربية لعام 2010. وكانت العاصمة القطرية باشرت الاحتفاء بهذا الحدث، الذي سيكون قطرياً وعربياً وعالمياً في آن واحد. وفي المناسبة هذه كان ل «الحياة» لقاء مع وزير الثقافة والفنون في قطر حمد بن عبدالعزيز الكواري، وقال في مستهله إن الدوحة ستشهد مهرجاناً مسرحياً خليجياً وأسابيع ثقافية سعودية ومصرية ومغربية، ومشاركة ثقافية أجنبية تشمل إيران وفرنسا وروسيا وبولندا. وشدد الكواري على أن «لا قيود في الدوحة على المثقف، وان الكل يقوم بدوره وما يفرضه عليه ضميره وما يراه في مصلحة الأمة والثقافة العربية». ورداً على سؤال عن طبيعة المناخ المتاح للمثقفين العرب في قطر حالياً لتقديم مساهماتهم في اطار برنامج «الدوحة عاصمة للثقافة العربية لعام 2010» التي تقام تحت شعار «الثقافة العربية وطناً والدوحة عاصمة»، أكد أهمية أدوار المثقفين العرب التي تتواصل في قطر حالياً، وقال إن هناك أدواراً مهمة للمثقف العربي في برنامج الدوحة، لافتاً الى مشاركة مثقفين عرب في ندوات عدة تقام في الدوحة خلال هذه الفترة، وقال: «هذه سنتهم، سنة المثقفين العرب في الدوحة، سواء من خلال الأسابيع الثقافية العربية أو الدعوات التي تقدم لهم لحضور الأنشطة. وعن دور المثقف القطري وموقعه في الأنشطة الثقافية العربية التي تشهدها قطر حالياً يقول «إن المثقف القطري هو صانع الحدث وهو الهدف وكل الذين يضعون الخطط هم المثقفون القطريون. وهناك أنشطة خاصة بهم». وأشار الى أن الفنانين التشكيليين القطريين يقيمون معارض في إطار البرامج، وستعرض الأعمال لمسرحيين قطريين، مشدداً على ان «الفنان القطري هو من يضع البرنامج وهو الهدف». وقال وزير الثقافة إن خريطة أنشطة الشهرين الماضيين التي أعلنت في إطار «الدوحة عاصمة للثقافة العربية» تم تنفيذها كاملة، وسنعلن عن برنامج جديد يستمر خلال الشهرين المقبلين. ووصف الأنشطة بأنها كبرى، لافتاً الى أعمال مهمة تم تقديمها في الفترة الماضية وبينها «بيت الحكمة» ومسرحية صلاح الدين، منوهاً بالمشاركة السورية والمغربية خلال الأيام الماضية، ومشيراً الى الاهتمام بتقديم عروض وإبداعات من المغرب العربي. ويقول عن أبرز سمات الدوحة وهي تحتضن مختلف أنواع الإبداع العربي خلال هذه السنة: «إن ميزة الدوحة عن العواصم الأخرى أنها غطت الثقافة العربية في معظم جوانبها، إضافة الى الثقافة المحلية والعالمية، ولا يوجد أي جانب الا تمت تغطيته وسيتم استكمال تقديم جوانب ثقافية وإبداعية عربية وأجنبية خلال السنة الراهنة». وأعلن أن الدوحة ستشهد في هذا السياق مهرجاناً كبيراً، للمسرح الخليجي وتشارك فيه دول مجلس التعاون الخليجي الست (السعودية، الإمارات، سلطنة عمان، البحرين، الكويت، قطر)، وستشهد الدوحة في الفترة المقبلة أسبوعاً ثقافياً سعودياً وصفه بأنه «كبير جداً وغير عادي». وقال في هذا السياق: «اننا نريد أن يعكس الأسبوع الثقافي السعودي في الدوحة عمق العلاقات القطرية السعودية في ضوء ما جرى توقيعه بين البلدين من اتفاقات ثقافية». ولفت الى دلالات اقامة مهرجان أدبي وفني لشباب دول مجلس التعاون الخليجي في الدوحة خلال هذا الأسبوع، وقال إن أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وولي العهد الشيخ تميم بن حمد يوليان اهتماماً بالشباب باعتبارهم عماد المستقبل». وشدد الكواري على «أن الأمة التي لا تهتم بالشباب لا تهتم بالمستقبل». وأوضح أن نهاية نيسان (ابريل) المقبل ستشهد أسبوعاً ثقافياً مصرياً وسيتضمن نشاطات مهمة، بخاصة أن القاهرة هي أول عاصمة للثقافة العربية، هذا فضلاً عما تعنيه مصر من مكانة ثقافية كبيرة في العالم العربي. وأسأله: «هل أنتم راضون عن سير الأنشطة العربية خلال الشهرين الماضيين في إطار احتفالات الدوحة «عاصمة للثقافة العربية»؟ ويجيب: «إننا راضون عن سير الأنشطة ورضانا مرتبط برضا الناس»، لافتاً الى أن «إقبال المواطنين القطريين والعرب المقيمين في قطر بشأن حضور الأنشطة كان أكثر مما توقعنا». وعن مدى تنوع الأنشطة الثقافية العربية في الدوحة قال: «إننا ملتزمون بتغطية الثقافة العربية في كل جوانبها ويشمل ذلك الشعر العربي والشعر النبطي، إضافة الى السينما بحيث لا يخلو يوم من عرض سينمائي. وسيشهد الأسبوع الحالي (20 الجاري) عرض فيلم مهم هو «السيد ابراهيم وأزهار القرآن» وسيحضر بطل الفيلم الممثل عمر الشريف، وستقام ندوة حول الفيلم. وأكد وجود إقبال جماهيري على العروض السينمائية. وسيقدم أيضاً فيلم «ابو القاسم الشابي». وسألت «الحياة» وزير الثقافة عن موقع المرأة القطرية والخليجية والعربية في برامج «الدوحة عاصمة للثقافة لعام 2010» فقال إن المرأة موجودة في كل الأنشطة، مشيراً الى أعمال خاصة بالنساء، وقال: «نرى أن المجتمع يطير بجناحي المرأة والرجل». وأكد الاهتمام بالأطفال وقال إن لهم دوراً كبيراً في هذا الإطار مشيراً الى أن طلاباً وشباباً من مراكز شبابية سيشاركون في «لوحة جدارية» كبرى. وعن خريطة حضور الثقافة الأجنبية في برنامج الدوحة، قال إن الدوحة ستشهد أسبوعاً ثقافياً إيرانياً واثني عشر حدثاً ثقافياً فرنسياً، وثلاثة أيام ثقافية للروس وكذلك لأذربيجان، وتشارك ايطاليا بأعمال.