افتتح أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني بحضور زوجته الشيخة موزة المسند فعاليات «الدوحة عاصمة للثقافة العربية 2010»، وسجل مسؤولون وشخصيات عربية رفيعة حضوراً بارزاً في الافتتاح تحت شعار «الثقافة العربية وطناً والدوحة عاصمة». وكان في صدارة الضيوف، الرئيس السوري بشار الأسد وزوجته أسماء الأسد وعضو المجلس الأعلى في الامارات وحاكم الشارقة الدكتور الشيخ سلطان بن محمد القاسمي. واستهلت قطر احتفالاتها الثقافية العربية بعرض أوبريت «بيت الحكمة»، وشارك فيه أكثر من 150 راقصاً وراقصة، وشاركت فرقة «إنانا» السورية في عرض الافتتاح من خلال عروض راقصة. وقال وزير الثقافة القطري الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري: «إن اختيار الدوحة عاصمة للثقافة العربية 2010 بعد القدس يأتي تتويجاً لاحتفالات مماثلة عرفتها العواصم العربية منذ عام 1995، وستستمر الاحتفالية لمدة عام». ولفت الوزير القطري الى الجهد الذي يبذله أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في سبيل المحافظة على الثقافة العربية الأصيلة تراثاً وبحثاً علمياً واتقاناً وانفتاحاً على سائر الثقافات في اطار من الاحترام المتبادل وقبول الآخر. وأوضح ان أوبريت «بيت الحكمة» هي «عنوان ذو ايحاءات تاريخية وذو دلالات حضارية وعلمية، ذلك البيت الذي أسسه المأمون، والذي كان تجربة رائدة وفريدة تعكس حكمة القرار الواعي الذي يقدر دور العلم في بناء الانسان والمجتمع». وفيما رأى في «بيت الحكمة» محطة الانطلاق الراسخة التي انتجت هذا الزخم الحضاري الرفيع الذي عم جوانب البشرية لمئات السنين، قال:«إننا إذ نستحضر اليوم بيت الحكمة المأموني فإننا نبحث عن بيت حكمة جديد يصل ثقافتنا بعلوم العصر ويجعل أمتنا رائدة في حمل شعلة الحضارة». وقال وزير الثقافة السعودي الدكتور عبد العزيز بن محي الدين خوجة الذي شارك في حفلة الافتتاح في تصريح إن «تجربة دولة قطر تتميز بالحداثة والتميز، سواء ما كان منها ذا صلة بالمؤسسات الثقافية والبنى التحتية والمسارح والمتاحف أو بالانفتاح على الثقافات الأخرى». ورأى خوجة أن «أهم خاصية توافرت للدوحة أنها مكون أصيل من مكونات ثقافة الجزيرة العربية بتراثها العريق والعظيم الذي يستمد أصالته من الحضارة الاسلامية في تنوعها وتعددها، فكانت الدوحة خلاصة لشخصية المدينة العربية الاسلامية في حفاظها على جذورها وانفتاحها على الآخر وإن هذا ما نجده في تجربة الدوحة الحديثة». وقال: «أعجبني النموذج الذي استوحاه القائمون على الشأن الثقافي في دولة قطر حيث أرادوا للدوحة أن تكون نموذجاً حديثاً لبيت الحكمة الذي أنشئ في القرنين الثاني والثالث للهجرة، أي في أوج انطلاق الحضارة الاسلامية». كما نوّه الوزير السعودي بالنهضة الأدبية والثقافية في قطر. وقال وزير الاعلام اللبناني الدكتور طارق متري إنه عندما كان وزيراً للثقافة في بلاده لمس أثناء زيارات متعددة الى قطر «حساً بالريادة وتمتعاً بالجسارة في اتخاذ المبادرات الداعمة للثقافة، ومنها انشاء مركز لحوار الأديان في العالم» (مركز الدوحة لحوار الأديان)، ورأى أن ذلك «ما نحتاجه كعرب لمواكبة التطور الثقافي والانساني»، بالاضافة الى الصروح الثقافية الكثيرة. ولوحظ أن عدداً من الوجوه الفنية والثقافية العربية وصلت الى الدوحة للمشاركة في حفلة اطلاق فعاليات «الدوحة عاصمة للثقافة العربية 2010»، ومنها الممثلة السورية منى واصف. وكان لافتاً أن مراسلي الصحافة والوكالات الأجنبية المعتمدين في قطر لم توجه إليهم دعوات لحضور الحدث الثقافي العربي الكبير من الجهة المنظمة، في أول سابقة من نوعها في بلد منفتح إعلامياً ويجد فيه المراسلون الأجانب تسهيلات عدة لأداء عملهم.