الصورة التي نشرتها «عكاظ» أول أمس للمرأة المطلقة وأطفالها العشرة بعنوان .. لا مال .. لا صحة يثير الشفقة والإحباط والحزن، وليت هذه الصورة وأمثالها من الحكايا المأساوية ما يحرك انتباه مشايخنا إلى سبب هذه المشاكل الأليمة في مجتمعنا وهي كثرة النسل، في غالبية ما تنشره الصحف من أخبار عن حالات الفقر وتردي المستوى الصحي والتفكك الأسري سببه الأول كثرة العيال وعجز والديهم عن تربيتهم وإعالتهم، هذه العشوائيات المنتشرة في مدننا يرجع سببها الرئيسي للزيادة السكانية الهائلة التي لا تلحق بها ولا تكفيها خطط التنمية التي تعمل الحكومة على تنفيذها، هذه الزحمة الخانقة التي نعاني منها في مدارسنا ووسائل نقلنا وفي الخدمات الصحية والضغط على البنى التحتية كلها بسبب الزيادة السكانية، كثرة العيال مدعاة للفقر والفشل، بلادنا من أكثر بلاد العالم نسبة في المواليد مما يعطل كل خطط التنمية طوفان الأفواه الجديدة، أغلب بلدان العالم تعمل على تنظيم النسل، والصين لولا أنها تحرص بقوة على تنظيم النسل لأغرقت العالم ببلايين البشر، ونحن لن نحل مشكلة الفقر في بلادنا إلا إذا نفذنا خطة لتنظيم النسل وأقنعنا المواطن بأهمية ذلك، وأن الخير والبركة في الأسرة القليلة العدد التي يمكن العناية بأطفالها ورعايتهم، ولا خير في كثرة كما وصفها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم كغثاء السيل ضعفاء جهلاء، رسولنا عليه الصلاة والسلام يتفاخر بنا إذا كنا على مستوى عال من المعيشة فالمؤمن القوي خير من الضعيف، ولذلك من الواجب على المؤسسات والدعاة والوعاظ العمل على إنجاح خطة لتنظيم النسل يكون قويا متوافرة له أسباب الحياة الكريمة.