لا يمكن لكل ما تدعيه نزيلات دار الرعاية في مكةالمكرمة، من سوء معاملة أو تقصير في التغذية أو تدن في مستوى النظافة، أن يكون مبررا لما أقدمن عليه من أعمال شغب، فلهن في غير هذا الشغب وسائل أخرى يمكن لهن بواسطتها أن يستعدن حقوقهن المسلوبة، فيما لو صح ما يؤكدنه من تقصير الجهات المشرفة على الدار، وهي وسائل تبدأ برفع تظلمهن إلى المسؤولين عن الدار، وتنتهي بمطالبة حقوق الإنسان بالتدخل. ليس ما يشتكي منه نزيلات الدار مبررا لما أقدمن عليه، غير أن ما أقدمن عليه ليس مستغربا كذلك؛ نظرا لأن لنزيلات الدار مشاكلهن التي أودعن الدار بسببها، وهي مشاكل لها انعكاساتها على تصرفاتهن وما يمكن أن يقدمن عليه من أعمال مخالفة للأنظمة والقوانين. الوضع الخاص لنزيلات دار الرعاية الاجتماعية يفرض تعاملا خاصا معهن، وآلية خاصة يتم بموجبها تفهم ما يمكن أن يشتكين منه، بصرف النظر عن صحة ما يدعين أو عدم صحته، وهو الأمر الذي من شأنه أن يحمل إدارة الدار والجهة المشرفة عليها مسؤولية ما حدث، بصرف النظر عما إذا كان ما تدعيه نزيلات الدار صحيحا أو غير صحيح. كان من المتوجب على إدارة الدار أن تعمل على معالجة أي تأزم يطرأ على النزيلات والحيلولة دون تفجر الوضع على النحو الذي حدث أول أمس، وكاد ينتهي بكارثة لولا تدخل الجهات الأمنية في وضع حد لحالة الشغب التي أدت على إصابة بعض النزيلات والعاملات في الدار. لقد جرى العرف على اعتبار هذه الدار إصلاحية لتقويم سلوك الأحداث، ولا يمكن لها أن تؤدي رسالتها المنوطة بها إذا ما فشلت في تفهم أحوال نزيلاتها ومعالجة أي تأزم يمكن أن يحدث لهن، وهو ما يجعلنا نطرح سؤالا مهما يتعلق بمدى تأهيل القائمين على هذه الدار ومثيلاتها من دور الرعاية. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 212 مسافة ثم الرسالة