مازالت سوق الأسهم السعودية تقرأ النتائج الفصلية للربع الأخير والنتائج السنوية لعام 2009م، حيث تباينت تلك القراءات، كما تباينت الأرباح المعلنة بين الإيجابية والسلبية بالنسبة للشركات، وإن كان القطاع البنكي الأكثر سلبية، حيث تراجعت أرباح سبعة بنوك من بين تسعة أعلنت أرباحها. ووصل عدد الشركات التي أعلنت أرباحها إلى 27 شركة، فلذلك لم تشهد السوق انخفاضات حادة، وكثير من أسعار أسهم الشركات تتجاوب مع هبوط المؤشر والسوق، ولتتجاوب مع ارتفاعهما، فهناك أسهم لم تشهد أغلب أسعارها تحركا نحو الارتفاع في حال صعود المؤشر العام الذي يتذبذب في نطاق ضيق وعلى مدى 100 نقطة، وذلك بسبب أن المستثمرين أو السيولة الاستثمارية مازالت تترقب وتنتظر نتائج الأسهم القيادية، وبالذات شركة الراجحي وسابك، التي تمثل النسبة الأعلى من حجم المؤشر العام، فلذلك من المتوقع أن يكون هناك تنسيقا وتناغما بين تحرك السهمين مع مطلع الأسبوع الحالي، ولكل منهما إيجابيته وسلبيته على باقي أسهم الشركات، فالسوق تسعى، وفي أوقات معينة، إلى تغيير وتبادل المراكز وخاصة عندما تتلاشى الفرص الاستثمارية. ويعتبر سهم سابك الأكثر قياما بهذا الدور؛ نظرا لارتباطه مع سوق النفط، فلو نظرنا إلى ارتفاع أو انخفاض السهم نجده يتبع أسعار النفط ولا يتبع غيره من الأسواق، وحتى في أوج الأزمات المالية لم تتأثر سابك فهي تتبع أسواق النفط بشكل طردي، ومن الواضح أن السهم تحول في الفترة الأخيرة إلى سهم مضاربة، حيث أعطى مؤشرا بالوصول إلى سعر 92 ريالا، وكذلك أعطى مؤشرا بالوصول إلى سعر 85 ريالا وبنفس المقدار والمسافة، فلذلك على المدى اليومي تعتبر تعاملات اليوم استكمالا لتعاملات الأربعاء الماضي، فالشمعة التي تحققت مع إغلاق الجلسة السابقة عاكسة لحالة الهبوط وجني الأرباح الطبيعي الذي حدث في اليومين الماضيين، ولكن تحتاج إلى معرفة شمعة اليوم لكي تكتمل الرؤية، وإن كانت السوق بدت لديها الرغبة في التحول إلى أسهم الشركات الخفيفة كمضاربة. من الناحية الفنية يقع المؤشر العام للسوق حاليا في منطقة محايدة ارتكازها عند مستوى 6271 نقطة، وخط الدعم الأول عند مستوى 6235 نقطة، ثم خط 6205 نقاط الذي يعني كسره أن السوق سوف تتجه إلى دعمها الأخير والمحدد عند مستوى 6178 نقطة، فيما يجد خط مقاومة أول عند مستوى 6310 نقاط، ثم خط 6322 نقطة، والذي يعني تجاوزه والإغلاق أعلى منه والثبات فوق مستوى 6333 نقطة وعدم كسره مرة أخرى أن السوق بدأت في الاتجاه الإيجابي. ومن المتوقع أن تستكمل السوق اليوم أعمال الجلسة الأخيرة التي شهدت خلالها أغلب الأسهم عمليات بيع مكثفة نوعا ما، وذلك يتضح من خلال ارتفاع كمية الأسهم المنفذة، وارتفاع حجم السيولة الذي يعني هروبها مؤقتا بسبب تزامن الإغلاق الأسبوعي مع فترة إعلان الأرباح السنوية، وتحسبا لصدور أخبار سلبية خلال الإجازة الأسبوعية. ومن المتوقع أن يكون التذبذب اليومي ضيقا كلما اقتربت السوق من الإغلاق، مع ملاحظة أن السيولة الاستثمارية غير مندفعة وتبحث عن الفرص بشكل مقنن، وربما تنتظر حتى يتجاوز المؤشر العام نقاط المقاومة السابقة وأعلى من حاجز 6380 نقطة، فيما ما زال أمام المضارب اليومي الذي يملك معلومة فرصة للمضاربة والاستفادة، بعكس المضارب الذي لا يملك احترافية ولا يحسن وقت الدخول والخروج، فهو الأكثر خسارة.