استهل المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية تعاملاته أمس على ارتفاع، وبفجوة سعرية إلى أعلى عن طريق سهم سابك، وقبل الإغلاق بنصف ساعة شهد ضغطا من سهم سابك نفسه، ما جعله يتخلى عن مكاسبه الصباحية التي تجاوزت 58 نقطة، مكررا بذلك سيناريو الجلسة الماضية، في إشارة إلى تعزز حاجة السوق لإجراء عملية جني أرباح صحية ومن النوع الخفيف، تتيح لها الحصول على زخم أقوى، لمواصلة رحلة الصعود التي بدأت من عند مستوى 5817 نقطة، وسجلت أمس قمة جديدة عند مستوى 6404 نقاط، ليصبح مجموع ما كسبته نحو 687 نقطة خلال هذا المسار الذي جاء على ثلاث مراحل. وعلى صعيد التعاملات اليومية أغلق المؤشر جلسته اليومية على تراجع طفيف وبأقل من نقطة، وبما يوازي 0.77 في المائة، وبحجم سيولة بلغ نحو 3.148 مليار ريال، وكمية أسهم تجاوزت 145 مليون سهم، توزعت على أكثر من 86 ألف صفقة، ارتفعت أسعار أسهم 60 شركة، وتراجعت أسعار أسهم 61 شركة، ويعتبر إغلاقا في المنطقة السلبية على المدى اليومي، وربما تبدأ السوق في إجراء عملية جني أرباح، حيث تجد صعوبة في الصعود أكثر من الهبوط، ما يعني أنها تحتاج إلى مراقبة أكثر خلال اليومين المقبلين، وكانت أمس تميل إلى التصريف أكثر من الشراء، وكان الإغلاق الأمثل فوق خط 6373 نقطة، حيث يترتب عليه اليوم ألا يكسر حاجز 6323 نقطة على أبعد التقديرات، ومن الإيجابية أن يتجاوز خط 6484 نقطة في حال الصعود، ومن المتوقع أن تشهد السوق اليوم صعوبة في التعامل معها، خصوصا في الجزء الثاني من الجلسة، حيث ستقوم بجس نبض الأسواق العالمية منذ بداية الافتتاح، ما يعني أنها ما زالت مضاربة بحتة. وتولى سهم سابك قيادة حركة الصعود الأخيرة، مع مساندة من أسهم شركات قيادية أخرى ولعل في مقدمتها سهم ينساب والكهرباء وسامبا، وسهم الاتصالات في بداية المسار، فلذلك يحتاج سهم سابك إلى سيولة شرائية استثمارية، حيث من الملاحظ تناقص السيولة الشرائية الاستثمارية على السهم مقارنة بفترة الصعود الأولى، وربما يكون لتحول السهم إلى سهم مضاربة دور في ذلك، فالسوق تحاول مسايرة أسواق الأوراق العالمية، فبعدما تابعت أسواق الأسهم والنفط، ستعود إلى متابعة أسعار الذهب والدولار في الأيام المقبلة، ومن أبرز أسباب عدم استقرار السوق في الفترة الحالية ارتباطها بالأسواق العالمية ولو من حيث الحالة النفسية. جاء تدفق السيولة اليومية هادئا ومنسجما إلى حد ما، مع حركة المؤشر العام، وشهدت تراجعا كما توقعنا في التحليل اليومي، وبلغت مليار ريال في الساعة الأولى، حيث مارس الالتفاف حول أعلى نقطة يسجلها في الجلسة السابقة والمحددة عند مستوى 6395 نقطة، ما يعني أن اختراق المقاومة المقبلة يحتاج إلى سيولة شرائية جديدة وكمية أسهم أكثر. وتعتبر جلسة أمس من الجلسات المعقدة التي يصعب فيها التعامل مع السوق، حيث كان المؤشر مترددا في الصعود كلما اقترب من خط المقاومة التي في حال تحقيقها ستتفاعل معه أغلب الأسهم.