ما إن توشك الكليبات الغنائية في طرق مجال جديد بهدف إحكام سيطرتها على الشاشة حتى تبدأ الكليبات الإسلامية بمزاحمتها في طرق نفس الباب ولكن بعيدا عن الموسيقى الصاخبة، ففي معترك المنافسة المحتدمة بين تلك الكليبات أطلق المنشد السعودي «أبو علي» أول كليب إنشادي وطني تحت عنوان (جنود الوطن الحر) في توقيت مهم، وهو ما أعاد الحديث مرة أخرى حول بروز خط منافس للكليبات التي بدأت تنتشر في أعقاب أغاني المطرب البريطاني الشهير، سامي يوسف، ثم أغاني المنشد والقارئ مشاري راشد. وتعتبر ظاهرة إنتاج كليبات إسلامية مشابهة للنمط الغنائي مثار جدل متكرر، حيث مع انتشار هذه الكليبات بصورة كبيرة بدأت مناقشات حول تلك الظاهرة في الإعلام العربي وما إن كانت مجرد تجارة مثل باقي الفيديو كليب، تستغل العاطفة الدينية، أم أنها «صدقة جارية» كما يقول القائمون عليها. وغالبا ما تتضمن الكليبات الإسلامية أغاني لأطفال أو لمنشدين كبار بدون موسيقى أو راقصات، ويقتصر دور الموسيقى على الدفوف أو الطبول. وفي سياق هذا الجدل أطلق المنشد السعودي موسى العميرة والمعروف فنيا «أبو علي» أول أنشودة إسلامية وطنية خصصت للمعارك على طريقة الفيديو كليب تحت مسمى «جنود الوطن الحر»، حيث قامت عدة فضائيات ببث كليب الأنشودة السعودية التي تبرز بطريقة مبتكرة وجذابة استعداديه الجنود السعوديين لردع العدوان. تزامنا مع كليبات غنائية وطنيه كأغنية (لبيه) للمغني راشد الماجد التي لم تعمل على طريقة الكليب حتى الآن. وفي أول تصريح صحافي، قال المنشد السعودي موسى العميرة ل«الدين والحياة»، لقد تم التصوير في أماكن كثيرة منها اللواء الخاص بالحرس الوطني، ومتحف صقر الجزيرة للطيران، وغيرهما، وفكرة النشيد تتمحور حول بث روح الحماس والتفاؤل والصبر، وهذا ما يتمناه كل جندي سعودي، مؤكدا أن تأثير الشعر بالنفوس بالغ. وفي ما يتعلق بالانتقادات التي وجهت للمنشدين باعتبار كونهم مقلين جدا من الكليبات والأناشيد الوطنية، أكد أبو علي أن إقلال المنشدين عن إعداد مثل هذه الأناشيد الحماسية لا يوحي بعدم رغبة، بل إن الجميع و أنا أولهم لا نجد الكلمة الوطنية الرائدة المخلدة؛ لأن غالب ما يكتب عن الوطن (أقول في الغالب) هو من الشعر والنظم وليس من الشعر المؤثر في النفوس، ومتى ما وقعنا على أبيات مؤثرة لا نتردد أبدا بإنشادها مع تقديم الكثير من المنشدين ولله الحمد أناشيد وطنية عديدة ومختلفة وكلها متميزة ما شاء الله. وتحكي مشاهد الأنشودة في قالب درامي مميز، مدى رباطة جأش الجندي السعودي، واستعداد القوات المسلحة السعودية على ردع العدوان، وذلك من خلال كلمات وصور تعبر عن حب التضحية والموت في سيبل الوطن وإنها من أحلى الأماني. كما يبرز الكليب في لقطات مختلفة مفرزات متنوعة من آليات الجيش السعودي كالمدرعات والطائرات العسكرية التي توضح تجهيزات الجيش السعودي، ويفتتح الكليب بكلمات عريضة بعنوان «إهداء إلى الجندي السعودي»، كما لم يغفل الكليب استخدام المؤثرات الصوتية كأصوات الصورايخ والقذائف والمدرعات في محاولة رائعة لملامسة الواقع الفعلي للجنود. العميرة كشف أن «جنود الوطن الحر» أول خروج له كفيديو كليب مضيفا «هذا شرف لي أن أقدمه لكل جندي سعودي» وتابع: الحمد لله تيسر تسجيله وتصويره في فترة وجيزة تكاتفت الجهود من الشاعر للمنشد للموزع والمهندس والمصور والمخرج حتى خرج بالصورة التي نتمنى أن تحوز على رضا الله ثم استحسان المشاهدين ورفع همة إخواننا الأبطال. وحول تعاون الجهات الرسمية مع التصوير أوضح أنه تم التنسيق مع الجهات المختارة للتصوير وكلهم ردوا بالقبول ورحبوا بالفكرة وفتحوا قلوبهم قبل أبوابهم وقالوا كلنا فداء للوطن، فكتب الله أجرهم فهم سر النجاح بعد توفيق ربي، معربا عن شكره وتقديره لكل من ساهم في إنجاح هذا العمل الوطني وخاصة اللواء الخاص بالحرس والوطني ولإدارة متحف صقر الجزيرة للطيران على ما بذلوه من جهود في إنجاح العمل، وهذه هدية متواضعة نقدمها لجنودنا البواسل في الحدود الجنوبية في منطقة جازان.