يعد الشاعر سعد علوش نجما في الشعر الشعبي الخليجي، ويتمتع بالكثير من المواقف التي تثير اهتمام الوسط الشعري، لا سيما موقفه من عدم المشاركة في مسابقة شاعر المليون، وعدم مدحه «القبيلة»، وأخيرا نشره قصيدة هجا فيها لاعبا رياضيا؛ لأنه لم يشأ مقابلته، مشيرا عبر الهاتف إلى «أنه ليس هو فلان» الذي يعرفه. «عكاظ» التقت علوش أثناء زيارته مكةالمكرمة أخيرا، فتحدث بلغة الواثق .. وبلهجة تنم عن مدى قلق الشاعر فيه. فإلى تفاصيل اللقاء. حضور وغياب • متى كتبت الشعر؟ عشت في بيئة شعرية، فوالدي شاعر وأشقائي شعراء وتغلغل الشعر والحكمة منزلنا حتى أصبحت شاعرا وعمري 15 عاما. • علوش غاب .. حضر، لماذا أنت بين الغياب والحضور؟ قد أغيب وأبتعد عن الشعر، لكنني أعيش الشعر بيني ونفسي. لكن بصراحة أفضل أن أبتعد ليزيد توهجي ويشتاق جمهوري إلى شعري. دورة الخليج • هجوت في قصيدة لاعبا خليجيا شهيرا، ما قصة الهجاء؟ كنت في زيارة لعمان أثناء دورة الخليج الأخيرة، وقادني صديق عماني لمقر سكن المنتخبات الخليجية لزيارة أحد لاعبي عمان بحكم الصداقة، وخلال وجودنا في بهو الفندق قال لي: إن الفندق يسكنه المنتخب السعودي والعماني، ودعاني لنلتقي أحد نجوم المنتخبين، فاتصلت بغرفة هذا النجم وعرفت صوته واستأذنته لأن أصعد غرفته للسلام عليه، إلا أنه تنكر وقال «لست فلانا» فأغضبني وهجوته بقصيدة وصلته عبر أحد النجوم في المنتخب معه. • أين أنت من القبيلة؟ أنا شاعر إقليمي، وأحب القبيلة، لكنني لست «شاعر قبيلة». القنوات الشعبية • ما مدى رضاك على القنوات الشعبية؟ جيدة، لكن بدأت تسعى خلف المادة من خلال الرسائل النصية. وأذكر أن أحد ملاك إحدى القنوات تلك طلب مني المشاركة في أمسية لقبيلة ما خلال حفل، فطلبت مكافأة على ذلك، إلا أنه طلب أن تكون مجانية دعما للقبيلة، مما أغضبني ذلك وقلت له: «أنت تكسب من القبيلة أمولا طائلة من خلال الرسائل النصية والإعلان والرعاية فلم لا تجعل ذلك مجانا من أجل القبيلة؟». أهلا بالغرور • لماذا أنت متهم بالغرور والتقلب في حياتك العامة عكس قصائدك؟ لست مغرورا، لكنني أعتز بنفسي، وإذا كان الاعتزاز بالنفس غرورا فأهلا بهذا الغرور. أما التقلبات في الإنسان خلال حياته طبيعية وفقا للكبد الذي وصفه الله تعالى في كتابه القرآن الكريم، لكن لا أعتقد أن التقلبات التي تتحدث عنها قد تزعج الآخرين فهي طبيعية يمر بها بنو البشر، فلا حاجة للتهويل من الأمر. • لماذا تجلد ذاتك وتكسر كبرياء الإنسان في داخلك؟ الإنسان لا بد أن يتيقن دوما بأنه «تراب» وقد يكون يوما حائطا في بناية أو غبارا متناثرا، لأنه تراب، ومصير التراب ترابا. وهذا البيت من قصيدة بعنوان «خلوها» قد يعبر عما أشرت إليه: «الإنسان لو يملك من الجن حراس أحقر ذبابة قادره تستثيره!» لذلك الإنسان لا يجب أن يعيش مع كبريائه كثيرا. قصة التوبة • علوش «تاب» .. «أعلن توبته» ما الأمر؟ ليس هناك أية قصة للتوبة، فالإنسان لا بد أن يعيش مع نفسه ويحاسبها، وسعد علوش إنسان يعيش مع نفسه ويحاسبها وكتب نص «التوبة»، إلا أن القضية ربما أخذت أكبر من حجمها إعلاميا. أما توبتي فأنا أتوب كل يوم فأنا في النهاية بشر ومؤمن قبل الشعر وبعده. • ما قصة أمسية دبي التي جمعتك مع ابن الذيب وابن فطيس وضيدان بن قضعان؟ أمسية دبي من أجمل الأمسيات التي أحييتها، إلا أن ما تشير إليه كان حربا بين الشاعرين القطريين محمد بن الذيب ومحمد بن فطيس من خلال نصوصهما التي جرحا فيها بعضهما البعض ولم يكن لقصيدتي أي دخل في الحرب تلك. • لكنك اخترت إلقاءها بعد نصي الشاعرين .. هل قصدت التوقيت نفسه لتقترب من «تلك الحرب»؟ ربما. شاعر المليون • ما سبب عدم اشتراكك في مسابقة شاعر المليون لليوم؟ شاعر المليون برنامج جماهيري لا أحد يختلف على ذلك، إلا أن عدم اشتراكي يعود أولا لامتلاكي جماهيري العريضة، فلست بحاجة للظهور والبحث عن جمهور. ثانيا أعرف جيدا ما يدور داخل البرنامج وأهدافه، لذا فضلت أن أكون بعيدا عنه لأرتاح من هموم التجارة. • دعنا نعود للشعر .. متى كان أول نص كتبته؟ أول نص كتبته حينما كنت في ال 15 من عمري. وطن الشعر • هل للشعر وطن؟ الشعر لا وطن له فقد نجد في أي قارة شعراء ومبدعين. وقد قرأت في الأدب الأفريقي على سبيل المثال أن لديهم أدبا وشعرا يؤكد أن الشعر لا وطن له. • لكن أين الشعر في الخليج؟ الحقيقة يطربني شعراء الحجاز، فأهل الحجاز أهل شعر وبيئة شعراء وإبداع، كما أن بقية مناطق المملكة والخليج لا تقل أهمية عن الحجاز وشعره. • هل ندمت على قصيدة كتبتها؟ وهل هناك قصيدة تمنيت أنك كاتبها؟ لم أندم على بيت كتبته. ولم أتمن كتابة قصيدة لغيري، لكني أسجل إعجابي بها مهما كان شاعرها. • تحمل الجنسية الكويتية وتتواجد كثيرا في المملكة .. هل سعد كويتي أم سعودي؟ كويتي الجنسية وأعيش فوق ترابها محبا وعاشقا، لكن لعودة جذوري إلى المملكة بحكم قبيلتي المنتشرة فيها تجدني سعوديا يوما ويوما آخر كويتيا، وأعتز بكلا البلدين.