في حوار أجري معي ونشر مؤخرا في وكالة أنباء الشعر طرح علي نص السؤال التالي: «في تصريح للشاعر سعد علوش قال فيه إنه هو الشاعر الأول في الخليج, متناسياً الأمير بدر بن عبدالمحسن وفهد عافت ومساعد الرشيدي ونايف صقر ومتعب التركي وسعد الحريص والكثير من القامات الشعرية التي لها باع طويل في الساحة, هل من حق الشاعر أن يرى نفسه أفضل شاعر؟». فأجبت ببساطة أن كل شاعر يرى أنه الأفضل، وبصراحة سعد علوش شاعر مبدع، ولكن لو ترك الحكم الأفضلية للجمهور لكان أفضل. شعراء عمالقة لم يقولوا ما قاله سعد علوش، بداية من أسماء لها ثقلها الكبير في عالم الكلمة أمثال خالد الفيصل وبدر بن عبدالمحسن مروراً بجيل من شعراء الثمانينيات والتسعينيات حتى الألفية الجديدة. ويتضح من إجابتي السابقة أنني لم أكن أود الخوض أكثر في مثل هذا الموضوع الذي أراه عديم فائدة في ذلك الحوار، لا لشيء سوى أن مثل تلك التصريحات تأتي من أجل الإثارة، ولا يؤيدها سوى جمع من الجمهور المراهق الذي يعشق التحديات الإعلامية دون إعطاء الغير حقهم، وأيضاً ليس من الحق أن أنتقص من شاعرية سعد علوش بسبب رأي به من الغرور ما به وهو الذي اعتبره شخصياً الشاعر الحقيقي الوحيد من شعراء جيله واطرب كثيراً لقصائده. شعراء عمالقة لم يقولوا ما قاله سعد علوش، بداية من أسماء لها ثقلها الكبيرفي عالم الكلمة أمثال خالد الفيصل وبدر بن عبدالمحسن مروراً بجيل من شعراء الثمانينيات والتسعينيات حتى الألفية الجديدة وبداية عصر المسابقات الشعرية الذي بزغ فيه مجموعة من الشعراء المبدعين على رأسهم محمد بن فطيس الذي رغم إبداعاته ودخوله قلوب الجميع بقصائد لا تنسى، إلا أنه لم يأت ليقول: أنا أفضل من كل هؤلاء، بل نراه يحترم الجميع ويقدرهم ولا ينتقص منهم في تصاريحه الإعلامية، وهذا ما يجب أن يكون عليه الشاعر الحقيقي. عموما تظل مسألة الأفضلية مسألة شائكة وجمهور الشعر الواعي والذواق هو الأحق بتحديد الشاعر الأفضل سواء كان سعد علوش أو غيره وليس الشاعر بنفسه من يملك هذا الأمر. [email protected]