جاءني الصديق الأستاذ خالد علاف وهو موظف سابق في الخطوط السعودية، بقصاصة من جريدة الحياة تحمل خبرا عن قيام رجل شهم باكستاني الجنسية يجيد السباحة بإنقاذ أربعة عشر شخصا أوشكوا على الغرق في سيول جدة التي شهدها يوم الأربعاء «الدامع» في الثامن من شهر ذي الحجة، ولكن السيول التي استطاعت حمل شاحنات ضخمة من نوع التريلا وناقلات المياه ونحوها لم تقبل تحدي ذلك الشهم الباكستاني لها فجرته ضمن من جرتهم من الضحايا ليلقى مصرعه غرقا بعد ملحمة فدائية استطاع من خلالها إنقاذ أربعة عشر نفسا، لن ينسى أحد منهم وقفته الشجاعة ما بقي له من حياة!، ويطالب الأخ العلاف بأن يكرم ذلك الإنسان الشهم الذي قدم روحه وضحى بحياته وهو يقوم بعمليات إنقاذ شخص تلو الآخر. وقد قرأت القصاصة فلم أجد فيها اسمه ولعله يكون معروفا لدى جهات الاختصاص فهو وأمثاله لا ينبغي أن يظلوا مجهولين عند الرأي العام، بل يجب أن يكرم الرجل بما يستحق من تكريم فهو وإن يكن قد لقي وجه ربه بعد ملحمته الإنقاذية البطولية التي أحيا من خلالها نفوسا كانت على وشك الهلاك، إلا أن تكريمه سيكون حافزا لغيره على التضحية والفداء وتأصيلا لخلق إسلامي وإنساني كريم هو خلق الشهامة. وأقترح أن يكون تكريمه بإعلان اسمه في سجلات الدفاع المدني وفي وسائل الإعلام باعتباره بطلا ونموذجا للتضحية والشهامة وأن يمنح وساما أو ميدالية مناسبة وأن يكرم ذووه من زوج وبنين إن كانوا موجودين في المملكة أو في خارجها بدعوتهم ضمن ضيوف الحج أو العمرة في السنة المقبلة وأن يحسن إلى أسرته ويجزل لها في التعويض، وأن تكون هذه الخطوة نواة لتكريم أي إنسان يبذل روحه من أجل إنقاذ آخرين من غرق أو حرق أو خطر جاثم، وذلك لتعميق وتأصيل خلق النبل والشهامة والفداء باعتبارها أخلاق الإسلام والمسلمين التي أخذت في التواري بعد هيمنة المادة على الروح حتى أصبح معظم الناس يقول وهو في الدنيا: نفسي .. نفسي عند أقل وأبسط موقف تحد يواجهه في هذه الحياة!؟. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة