كرم ملتقى نجران الثاني في جدة شخصيتين لعبتا أدواراً بطولية في كارثة نوفمبر، وضربتا أروع مثال في الإيثار والتضحية، بإنقاذهما العديد من الغرقى من براثن الطوفان الذي اجتاح أجزاءً من جدةوبحرة في الثامن من ذي الحجة الماضي. وشهدت الحفلة المنظمة في جدة لتكريم الباكستاني فرمان علي خان الذي استشهد بعد انقاذه 14 شخصاً من الغرق، والبطل مانع بن ناصر اليامي الذي أنقذ غرقى من سيول بحرة، العديد من القصائد الشعرية والكلمات التي تمجد فعلهما، وتحض عليه، بحضور عدد من شيوخ وأعيان نجران ومن الدول الخليجية المجاورة. وذكر منظم الحفلة محمد صغير في كلمته، الأعمال البطولية السابقة التي تشترك فيها الشخصيتان، مشيراً إلى أن فرمان تمكن وهو في ال 16 من عمره، من إنقاذ سوق في بلدته بباكستان من الاحتراق، حين غامر وأخرج أسطوانة غاز من أحد المحال قبل انفجارها، فيما تمكن اليامي من إنقاذ أسرة كاملة من حريق في المشاعر المقدسة. وقال: «وجاءت كارثة السيول لتجدد الحس الإنساني في البطلين اللذين غامرا بحياتهما من أجل إنقاذ الآخرين». لافتاً إلى أن فكرة حفلة التكريم خرجت لتوضح العمل البطولي للشخصيتين، واعتبر الحفلة امتداداً لقافلة نجران التي انطلقت تحت مسمى «لبيك جدة»، مؤكداً أنها أقل ما يمكن تقديمه لمن قدموا أرواحهم بدافع إنساني لإنقاذ آخرين «من دون أن ينتظروا الشكر أو الثناء». وفي الختام، قدمت الهدايا وشهادات التقدير للبطلين اليامي وفرمان تسلمها نيابة عنه شقيقه محمد عزيز، فيما أوكلت أسرة الشهيد «الحياة» لإلقاء كلمة نيابة عنها في الحفلة.