في الوقت الذي تعمل فيه لجنة تقصي الحقائق على متابعة التحقيقات مع الجهات، رسمية كانت أو خاصة، والتي أدى تفريطها في أداء مهماتها إلى كارثة جدة، وكذلك مع الأشخاص الذين لم ينهضوا بما أسند إليهم من مهمات أو فرطوا في أداء الأمانة أو تثبت عليهم تهم الفساد الإداري، فإن على هذه الجهات، وعلى هؤلاء الأشخاص، ألا ينشغلوا بكيفية الدفاع عن أنفسهم أو الدفاع عن إداراتهم مما تورطوا أو تسببوا فيه، بقدر انشغالهم بمراجعة مشاريع أخرى أقاموها في مناطق قد تتعرض لكارثة جديدة إذا ما تكررت مداهمة السيول لمواقع جديدة، سواء في جدة، أو في المناطق المحيطة بها والقريبة منها. إن كثيرا من المنازل، التي أقيمت في مجاري السيول، والمخططات التي أنشئت في بطون الأودية، مهددة بكارثة مماثلة لما حدث في جدة، وعلى نحو محدد ما حدث في حي قويزة، كما أن كثيرا من المشاريع التي لا تزال معطلة، أو المشاريع التي لم تؤسس على مواصفات دقيقة أو مخالفة للمواصفات المفروضة، تهدد كثيرا من الأحياء والقرى المجاورة فيما لو سالت الأودية أو ارتفع منسوب الأمطار، خاصة ونحن نشهد تغيرا مناخيا يفرض على كافة الجهات اتخاذ الحيطة اللازمة والخطوات العملية؛ للحيلولة دون أية كارثة يمكن لها أن تحدث نتيجة مطر مفاجئ كثيف أو سيل مداهم يحصد في طريقه الأرواح والمنازل والممتلكات. إن درس كارثة جدة ينبغي أن يصبح رصيدا من الخبرة التي تفرض مراجعة كافة المشاريع للتأكد من سلامة إنشائها وفق المواصفات المطلوبة، وكذلك مراجعة كافة المنشآت للاطمئنان على سلامة مواقعها، والعمل على حمايتها من الأضرار التي يمكن أن تلحق بها فيما لو تعرضت لمثل ما تعرضت له بعض أحياء جدة من أمطار وسيول داهمة. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 212 مسافة ثم الرسالة