أبدى مواطنون في مدينة حائل تخوفهم من حدوث كارثة مشابهة لكارثة جدة، خصوصاً في أحد المخططات الجديدة في شمال المدينة مساحته مليونا متر مربع، بسبب تغيير وتضييق مجرى واد شهير في المنطقة يمر بالمخطط. وطالبوا المجلس البلدي في المنطقة برفع تقرير عاجل للتأكد من وضع المخطط حتى لا تحدث كارثة لسكانه، ومراجعة أعمال التطوير في الموقع الذي يقع في قلب المدينة وعلى الطريق الدائري، ويطل على وادي الاديرع، الذي تم تحويل مجراه، ما يشكّل خطراً على ساكنيه، لأن الأودية ترجع إلى مجراها الرئيسي السابق. وقال جارالله الشمري ل«الحياة»: «الوادي لا يمكن تغيير مسار مجراه كما فعل في المخطط شمال مدينة حائل بإمكانات بسيطة، وسيرجع أي واد مهما غيّر مساره إلى مجراه الطبيعي مع مرور الزمن». وذكر فهد البلوي أن الأهالي يتخوفون من تكرار مأساة مشابهة لكارثة جدة، مطالباً المسؤولين في الأمانة بالخروج ميدانياً للمخطط ورفع تقرير للجهات المختصة قبل أن تقع كارثة لا تحمد عقباها. وأضاف أن موقع المخطط ينذر بكارثة مأسوية في حال هطول أمطار غزيرة على المنطقة وسيلان وادي الاديرع. بدوره، أوضح عضو المجلس البلدي في حائل عبدالعزيز المشهور ل«الحياة»، أن الأولوية في برنامج المجلس البلدي تكون لدرء مخاطر السيول والاحتياطات الاحترازية، خصوصاً أن الفترة الحالية تشهد هطول الأمطار، مشيراً إلى أنه توجد اعتمادات لدى الأمانة لدرء تلك المخاطر. وأضاف: «اطلعت على تصريف السيول في المخطط، وهو جيد، لكن المشكلة تكمن في تغيير مجرى الوادي وتضييقه كما يردد عدد من المواطنين، ويجب على المجلس البلدي أن يبادر ويطلع على ذلك ويرفع تقريراً إلى الجهات المختصة». ولفت إلى أنه سيقدم ورقة عمل للمجلس في جلسته المقبلة عن المخططات التي لا تراعي مجاري السيول من ضمنها هذا المخطط الواقع شمال حائل. وأشار إلى أن المجلس في العام الماضي عاين عدداً من الأحياء المتضررة ميدانياً بفعل الأودية، ورفع رأيه بعمل سد للرصف وتعديل مساره. من جانبه، أكد مدير العلاقات العامة والإعلام في أمانة منطقة حائل بشير السميحان ل«الحياة» أن أمين منطقة حائل أبرم في وقت سابق عدداً من عقود المشاريع التنموية لتصريف مياه مجاري الأودية والسيول في منطقة حائل مع عدد من الشركات المتخصصة، من دون أن يحدد مخططاً بعينه. يذكر أنه تم تخصيص نحو 40 مليون ريال لأعمال إنشاء وتطوير الكورنيش الصحراوي المطل على وادي الاديرع، إذ سيمتد الكورنيش على الوادي بطول كيلومترين، وسيضم أكثر من 300 محل تجاري، وسيكون قلب الكورنيش النابض، الذي تقام على جانبيه المقاهي والمطاعم والمتنزهات المفتوحة، التي ينتظر أن تكون مركز تجمع ليلي لأهالي المنطقة، ويكون متنفساً لأهالي المنطقة وزوارها.