يقينا إن بيننا وبين ذواتنا السياسية العربية هوة بين متقدم ومتأخر؛ إن لم يكن على مستوى التناص، فعلى مستوى الإنصهار السياسي، وهي فجوة آن الأوان أن تتحول إلى حافز للنهوض عوض أن تستقر في نفوسنا عقدة معيقة. أما التصنيف: مشرق عدواني ومغرب عقلاني، فهو ضرب من أوهام ساسة ومفكري الغرب، وإن علا كعبهم وذاع صيتهم. وكم نحن في حاجة إلى موقف طعن فيه باسم المنجز والمكتسب، وهو سداد لديون النقد والفرية الغرضية. وكم نحن في حاجة إلى «قادسية» جديدة في زمن نهاية القادسيات السرمدية، فالقرطاس والسيف عماد حضارتنا وقصتها. كم نحن في حاجة إلى قاسم مشترك أعظم في زمن اغتيال القواسم الكبرى؛ قاسم يضعنا في المستقبل السيادي الجمعي، لا في عدم الماضي الفردي. وكم نحن في حاجة إلى مرتكز يفقه الواقع ليطوعه ويستشرفه. إن الثوابت العقدية لهذه الأمة هي المستهدفة من التجهيل إلى صناعة الفتن، لكنها ستتجاوز الباطن والمستبطن. إنه ليس أصعب عليهم من سقوط الأوهام بعد أن كانت تعاش على أنها حقائق، وليس أصعب من ساعة الحقيقة لمن كان يسير مغمض العينين. ترتفع أصوات المستنسرين جوفاء، وانحسر الستار عن وجه قبيح، وزمن مجاميع ظلامية، فعرفت أن حائط الحقيقة لا يزال منيعا، وكلما استهدف تشكل من جديد. سقطت أوهام المفرقين وحلت لحظة الوجل الذاتي. فإن عادوا إلى «عبدالله بن سبأ» سيدركون أين يستوي الخطأ. إن سلسلة معامل الشر لا تنفك عن إشعال الحرائق في كل مكان من لبنان، اليمن، العراق إلى أفغانستان، باكستان والقرن الأفريقي. والأزمات المفتعلة تكشف جليا أن هناك نظاما يبطن غير ما يظهر، ويعكف على مشروع يخدم مصلحة رهط من الطواويس الذين توهموا أنفسهم قوة عظمى قادرة على تغيير العالم، فيما ريشهم المنفوش ليس سوى قصور عنوانه المصالح: أبدى من المبادئ. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 242 مسافة ثم الرسالة