تعادل منتخبنا الوطني مع منتخب عمان كان اشبه بالخسارة، ان لم يكن فعلا خسارة، فالمستويات المتقلبة التي يقدمها منتخبنا في التصفيات الاولية اقول في (التصفيات الاولية) وليس في الادوار النهائية.. هذه المستويات لم تجعلنا قادرين على تخطي المرحلة الاولى فكيف اذا سيكون وضعنا في حالة ان الحظ قد (ضرب معنا) وكيف وقتها سنتعامل مع الادوار المقبلة والتي حتما ستكون اكثر قوة واكثر منافسة واكثر عطاء بين المنتخبات المتأهلة. لا اعتقد ان التوقيت الحالي مناسب للحديث عن الماضي التليد ومقارنته بالواقع الحالي الذي تعيشه الكرة السعودية كون كل الظروف غير مهيأة لطرح مثل هذه المقارنات، ولكن هذا لا يمنع ان نطرح تساؤلات لعلها تجد من يجيب عنها والتي تتمثل في سبب التدحرج الخطير الذي تعرضت له الكرة السعودية على مدى خمس السنوات الماضية ففي تصفيات مونديال 2006 نجحنا في التأهل الى كأس العالم مباشرة من غير اللجوء (للملحق الاسيوي) ووقتها كان منتخبنا نوعا ما (يجّمل)، وفي تصفيات مونديال 2010 تعرضنا لانتكاسة قوية جدا تسببت في التأخر بالتصفيات واللجوء الى الملحق الاسيوي (التعيس) وكذلك لم نستطع بلوغ المونديال بعد مباراة حزينة للاخضر السعودي امام منتخب البحرين، والان نحن نشارف على توديع التصفيات مبكرا ولكن هذه المرة بلا مونديال ولا ملحق ولا حتى بمستوى (يبّيض وجه). ادرك ان طرحا مثل هذا يعتبر امرا محبطا، ولكن هكذا الواقع يقول وهكذا المنطق يتحدث، ومع كل انتكاسة جديدة، سنردد نفس الكلام لعله يحرك دواخلنا نحترم ونقدر الاتحاد السعودي لكرة القدم ونقدر الجهود التي يبذلها سواء كانت جهودا مثمرة او محبطة، وهذا الاحترام والتقدير لم يبن على (نفاق) او (مجاملات) ولكن هذا الاحترام ما هو الا رأي يمثل الواقع، وبما ان الاعلام الرياضي بات اليوم يتحدث بصراحة متناهية وبتحرر اكثر فليسمح لنا كل القائمين على اتحاد الكرة ان نقول لهم لقد اخطأتم، اخطأتم في ترك الحبل على الغارب لابرام عقود مليونية لانصاف لاعبين، اخطأتم في طريقة تعاملكم مع منظومة متكاملة جعلت فيها اللاعبين يفضلون اللعب للاندية اكثر من المنتخب بل يخلصون لشعارات انديتهم على حساب سمعة منتخب البلاد، اخطأتم يا اتحاد في (تجريء) نماذج من اللاعبين (ابو ثالث متوسط) على الاعلام الرياضي وعلى الصحافة الرياضية بالبلاد حتى اصبحوا يسيرون كالطواويس ينفشون ريشهم دون خجل او استحياء. يجب ان نعترف بأن الوصول للمرحلة الثانية من التصفيات يحتاج لشبه معجزة، اي اننا سنضرب اخماسا بأسداس كي نصل وحتى ان وصلنا للمرحلة الثانية فاننا بحاجة لمعجزة حقيقية من اجل بلوغ المونديال وكل هذه الامور تتطلب من اتحاد الكرة ان يتعامل بواقعية وعقلانية وهدوء وأن يوفر كل الميزانيات و(الشرهات المدبّلة) التي سميّت اليوم مكافآت فوز، وان يبدأ التفكير لمونديال 2018 منذ الان بدلا من اضاعة الوقت فيما لن ينفع ولن يفيد. ادرك ان طرحا مثل هذا يعتبر امرا محبطا، ولكن هكذا الواقع يقول وهكذا المنطق يتحدث، ومع كل انتكاسة جديدة، سنردد نفس الكلام لعله يحرك دواخلنا. وعلى المحبة نلتقي.. [email protected]