يعيش أهالي بلدة (بير نبالا) الفلسطينية في شمالي مدينة القدس العربية المحتلة، مأساة الجدار العنصري العازل، الذي يتلوى على أراضي القدس والضفة الغربية وغور الأردن، كأفعى ضخمة، مبتلعا كل ما يعترضه في الطريق من أراض زراعية ومنازل المواطنين التي يقسمها في كثير من البلدات، فيصبح نصف البيت شرق الجدار في أراضي السلطة الفلسطينية، والنصف الآخر غرب الجدار في الأراضي المحتلة التي تنوي إسرائيل ضمها لدولتها في أي حل مقترح، بعد أن تعمل على ضم المستوطنات المزروعة كالفطر في أراضي المواطنين في الضفة الغربيةوالقدس. يقول الحاج محمود النبالي (من قرية بير نبالا): إنه يعيش في بلدته بما يشبه العيش على جزيرة، لكن هذه الجزيرة ليست محاطة بالماء بل بجدار إسمنتي، لا يمكن الخروج أو الدخول إليها، إلا من خلال بوابات أمنية يحرسها جنود الاحتلال، بينما بيته مقسم شرقا وغربا. ويتابع الحاج محمود «إن قريته بير نبالا التي تقع على التلال -شمالي القدس مباشرة- مطوقة بحاجز خرساني ارتفاعه ثمانية أمتار يعزلها عن المدينة المقدسة. والطريق الوحيد الممهد الذي يقود إلى العالم الخارجي يمر عبر نفق ونقطة تفتيش عسكرية إسرائيلية في اتجاه بلدة رام الله في الضفة الغربية. ويتذكر النبالي قريته بير نبالا أيام ما قبل الاحتلال والجدار، فيصفها بأنها كانت ذات يوم تزدهر بالمتاجر والورش ويسكنها العديد من المواطنين العاملين في القدس، لكنها باتت اليوم مهجورة بعد أن ابتلع أرضها الجدار، وأصبح نصفها في جانب الاحتلال، ويضيف أنها واحدة من تجمعات سكانية عدة أصبح بقاؤها مهددا بالخطر بسبب الجدار الذي يتلوى حولها. واسترسل «ورغم أننا نعتبر جزءا من القدس، إلا أن آلاف الأشخاص من أبناء البلدة يحتاجون إلى تصاريح إقامة في القدس، أو تنقل بين بير نبالا والقدس بعد أن غادروها، بسبب الجدار». وأوضح أن الجدار يعزل الناس عن المدارس والمؤسسات الدينية وخدمات الرعاية الصحية ما يصعب حياة الفلسطينيين في البلدة؛ لأن الجدار العازل الواقع في بير نبالا له مسار طريق فرعي يربط القدس بمستوطنات إسرائيلية غربي رام الله، والطريق محظور على أغلب الفلسطينيين. مشيرا إلى أن هناك 18 بيتا يقسمها الجدار . ويختم كلامه بحسرة: هذا هو السلام الذي تريده إسرائيل.. مستوطنات وجدار وهجرة ودمار.