أكد عضو مجلس الشعب المصري ورئيس قسم العلوم السياسية في جامعة قناة السويس الدكتور جمال زهران أن التصريحات الإيرانية الأخيرة حول ما سمته نشر تعاليم الإسلام في موسم الحج تعد تسييسا غير مقبول إسلاميا ، ومن منظور القانون الدولي، إذ تعد هذه الدعوة تدخلا في الشؤون الداخلية للمملكة. وقال الدكتور جمال زهران ، هناك تقاليد أصيلة يجب الحفاظ عليها داخل موسم الحج السنوي، فهو موسم يلتقى فيه البشر من مختلف الأجناس والألوان والثقافات ومن مختلف أرجاء الكرة الأرضية في مكان مقدس، وكل واحد منهم يجلب عاداته ومن غير المقبول أن نجبر الآخرين على تغيير هذه العادات تفاعلا مع اتجاه سياسي معين أو آخر، وإنما يجب الحفاظ على تقاليد هذه المجتمعات وثقافتها بنوع من الحياد وبعيدا عن أية انحيازات طائفية أو عرقية أو سياسية ،حفاظا على قدسية شعائر الحج. وأضاف عضو مجلس الشعب المصري أن تنظيم شعائر الحج وأمن الحجيج ورعايتهم هو شأن داخلي للملكة إذ تضطلع بمسؤوليتها تجاههم، وليس من مصلحة أي طرف أن تتغير القواعد المعمول بها في الحج. وأوضح أنه إذا كان لإيران أو أي دولة إسلامية مقترحات معينة بشأن نشر الدعوة الإسلامية، فالمفروض أن يجري ذلك عبر تشكيل لجنة متخصصة ضمن منظمة المؤتمر الإسلامي لمناقشتها بعيدا عن موسم الحج حفاظا على قدسية الشعائر الدينية. من جانبه أعرب الدكتور مصطفي عبد الرحمن أستاذ القانون الدولي ونائب رئيس جامعة المنوفية عن بالغ استيائه من محاولة الزج بالشعائر الدينية في موسم الحج في خدمة أغراض سياسية معروفة. وقال إن دعوة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد للحجاج الإيرانيين ممارسة الدعوة داخل موسم الحج يعد تدخلا سافرا في الشؤون الداخلية للمملكة يجرمه القانون الدولي، لأنه من المعروف أن العمل على نشر الدعوة الإسلامية يجري خارج موسم الحج وليس بين الحجاج. وفند الدكتور مصطفي عبد الرحمن المزاعم التي لجأ إليها الرئيس الإيراني ، والتي زعم فيها أن الحضور الناشط للمسلمين والإيرانيين خاصة من شأنه أن يحبط مؤمرات الأعداء ، موضحا أن هذا السند الذي لجأ إليه الرئيس غير منطقي ولا يقبله عقل، خاصة أنه لا يوجد أعداء في موسم الحج، بل هناك قلوب مؤلفة جمعها الله تعالى لأداء مناسكه وعلى حب هذه العبادة الخالصة لوجه الله تعالى. وأوضح أنه لا يمكن فهم دعوة الرئيس نجاد لنشر تعاليم الإسلام داخل موسم الحج، إلا في سياق محاولته تغطيته على أزمة بلاده الداخلية والخاصة بمعطيات وتداعيات الانتخابات الرئاسية، ومن ثم محاولته شغل المجتمع عن أزماته الداخلية ،لذا لا يجوز استثمار إيران لموسم الحج كإحدى الشعائر المقدسة في أغراض سياسية .