تنتشر في شوارع جدة ومبانيها حالها في ذلك كحال بقية مدن وقرى المملكة، ملصقات إعلانية لأفراد ومؤسسات، شكلت في مجملها صور غير مريحة للعين. وترتكز تلك الإعلانات في عرض تقديم الخدمات، مثل خدمات النقل المدرسي، معلمات ومعلمين من منازلهم، سائقين خاصين. مدارس أهلية آخذة من جدران المرافق الخدمية، المراكز التجارية، أبواب المنازل، المدارس، الكليات والجامعات وحتى المساجد وأعمدة الإنارة «عكاظ» جالت في شوارع جدة وسجلت التالي: في البداية توقفنا أمام ملصق إعلاني عن مدرس خصوصي وضع في ذات الملصق رقم هاتفه الجوال قمنا بالاتصال به واستدرجناه لمعرفة طريقة وضع الملصق فقال «أنا معلم في إحدى المدارس الخاصة ولم أجد أي معارضة أو نهي من أي جهة بخصوص هذه الملصقات وأنا اعتبرها خدمة تنصب في مصلحة الطلاب، أما ما يخص العمل الذي أقوم به في التدريس الخصوصي فأنا أقوم بوضع جدول مخصص لكل طالب بأن يتضمن ذلك وضعية المنهج بشكل كامل للفصل الأول من السنة الدراسية وبمبلغ 2000 ريال للطالب وبواقع حصتين في الأسبوع قابلة للزيادة على حسب استعداد الطالب والأسرة». ومن ضمن اللوحات الإعلانية التي وجدناها منتشرة عبر أعمدة الإشارات المرورية وجدران المنازل والمرافق العامة الإعلانات عن النقل المدرسي ونقل الأثاث المنزلي ،الخدمات العامة من تعقيبات في الدوائر الحكومية وفي جهة أخرى نجد الملصقات عن المنتجات الغذائية و التجارية بكل أنواعها تنتشر بشكل غير منظم وبعيدة عن الوعي والمسؤولية وتفتقد للتنسيق العام والجمال. هذا النهج غير الحضاري الذي تقوم به تلك الجهات في إيصال خدماتها تشكل تلوثا بصريا كبيرا للجميع وتحديا للضوابط المهنية المعمول بها في كافة المرافق والدوائر الحكومية والخاصة. وفي ذلك يؤكد مدير عام العلاقات العامة والإعلام بأمانة محافظة جدة محمد على اليامي بأن مثل هذه السلوكيات تعتبر تعديا صريحا على حقوق الغير وتوجد اتفاقيات واضحة مع الاتصالات عن طريق المحافظة على الذوق العام وعلى ضوء ذلك يتم متابعة تلك الملصقات وما تحويه من أرقام ومعرفة أصحابها ومن ثم التعامل معها على حسب ما هو متبع من قبل هذه الجهات «ونحن في الأمانة نقوم تباعا ومن خلال جولات ميدانية بتتبع هذه الظاهرة ورفع تلك الملصقات بكل محتوياتها ونزعها من مواقعها، وللأسف لا توجد قوانين مشرعة ومنصوصة في تطبيق جزاءات معلومة في حق هؤلاء». من جانبه، أشار رئيس قسم التوجيه والإرشاد الطلابي في الإدارة العامة للتربية والتعليم في جدة سالم الطويرقي إلى التعميم على المدارس في عدم التعامل مع المدرسين الذين يعلنون عن أنفسهم في الشوارع عبر ملصقات دعائية وتقديم بدائل للطلاب «مراكز الخدمات التربوية تقدم خدمات تعليمية للطلاب أصحاب المستوى المنخفض من التعليم، وهي تحت منظور إداري ومهني معروف وبنطاق عملي مقنن ولجميع الطلاب في كافة المستويات».