يطلق صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة غدا، المؤتمر العربي والخليجي لجودة وسلامة المرضى الذي ترعاه مؤسسة عكاظ للصحافة والنشر إعلاميا، وذلك بمشاركة 30 باحثا في فندق الهيلتون في جدة. وأوضحت رئيسة اللجنة الإعلامية للمؤتمر الدكتورة أمل سلطان، «أن جودة وسلامة الرعاية الصحية أصبحت تشكل هاجسا لكل العاملين في القطاع الصحي بسبب شمولية هذه العبارة التي تطرق أبواب كل المجالات الصحية، كما أنها تشكل أولوية مطلقة في جميع المجتمعات لارتباطها المباشر بصحة الإنسان». وأشارت إلى أن أوراق العمل تتناول جوانب مختلفة لجودة وسلامة الرعاية الصحية، إضافة إلى عقد ورش عمل تتناول سلامة المرضى، إدارة المخاطر، السلامة الدوائية، ونظام عربي لاعتماد المستشفيات. أما أبرز أوراق عمل المؤتمر فهي: نظرة عامة تشارك اللجنة الدولية المشتركة (JCI) ممثلة في رئيستها مديرة المكتب التنفيذي الدكتورة كارين توموسون، بورقة عمل بعنوان «نظرة عامة لتطور سلامة المرضى»، تستعرض فيها دور اللجنة الدولية المشتركة في العمل على تحسين سلامة ونوعية الرعاية الصحية في الولاياتالمتحدةالأمريكية والمجتمع الدولي، والتقدم الذي أحرز في مجال سلامة المرضى منذ التقرير الطبي الأول في هذا الشأن الصادر في عام 1999. وتلفت اللجنة إلى «أنه رغم وجود انخفاض في بعض أخطاء الرعاية الصحية بسبب زيادة التركيز على بناء ثقافة السلامة وزيادة مشاركة المريض والتركيز على نظم التفكير، إلا أن هناك العديد من الأخطاء التي يمكن الوقاية منها مازالت مستمرة رغم كل الجهود المبذولة، مثل أخطاء جراحة الموقع، وأخطاء طبية، والرعاية الصحية المصاحبة للالتهابات. وتشدد على ضرورة التقدم في الوقاية من العدوى واستخدام التكنولوجيا لمنع الأخطاء، مع الاعتراف بوجود الكثير من العمل يجب القيام به. الأخطاء الدوائية ويقدم البروفيسور توم ويلي من جامعة ليفربول في بريطانيا، ورقة حول «الأخطاء الدوائية: كيف ولماذا وكيفية الحماية»، يوضح فيها أن بعض الدراسات البحثية في المملكة المتحدة أشارت إلى أن نسبة الأخطاء الخطيرة في الوصفات الطبية داخل المستشفيات تصل إلى 0.4 في المائة، ومع قلة البيانات المتاحة عن تكرارية حدوث الأخطاء الدوائية أثناء الرعاية الصحية تكون عائقا لمحاولات تنفيذ خطة تصحيح لهذا الخطأ غير المعلن عنه والطب النفسي خير مثال على ذلك. ويلمح إلى أن الأخطاء تتنوع في تخطيط العلاج أو نقص في المعرفة أو حدوث هفوات أثناء الإجراءات اللازمة لسلامة المرضى، كذلك وجود مجموعة من النظم القديمة، إضافة للأخطاء الفردية، وهناك عديد من الطرق لتجنب عدد من هذه الأخطاء مثل التدريب المتواصل من الأطباء والمتخصصين في الرعاية الصحية، وتحسين مستوى الدعم الصيدلي، وتفعيل دور النظم الإلكترونية لتسجيل ومتابعة الأخطاء، وتشجيع العمل التعاوني. ويؤكد أن الوقاية من الأخطاء الدوائية جزء مهم من أي نظام للرعاية وتحسين الجودة وسلامة المرضى. نظرة تشريعية ويتحدث عضو مجلس الشورى الدكتور محسن الحازمي في ورقة عمله عن «جودة وسلامة الرعايه الصحية من وجهة نظر تشريعية»، ويسلط فيها الضوء على تحقيق أقصى قدر من الجهد نحو تأمين سلامة المرضى من خلال التشريعات وإعطاء أمثلة عن اللوائح والقوانين التي تهدف إلى تحسين السلامة من خلال نظام صحي متكامل. ويلحظ الحازمي أن هناك جهدا متعدد الاتجاهات يبذل بهدف توفير الخدمات الصحية للأفراد وأعضاء المجتمع بغرض تحسين صحة الفرد والأسرة والمجتمع ككل. ويشير إلى أن هناك مجموعة من المتطلبات المتنوعة لتحقيق رعاية صحية سليمة وذات جودة عالية، وهذه المتطلبات هي: البنية الأساسية والمرافق المعدات، والبروتوكولات والقواعد والأنظمة، والأداء الملائم للموظفين، والمهارات التقنية، والتكاليف المالية التشغيلية، مشيرا إلى أن تطوير معارف الموظفين والمهارات من خلال التدريس والتدريب، ومراقبة الجوانب الأخلاقية في الممارسة الطبية، إضافة إلى ذلك تطوير وتوحيد القواعد واللوائح ذات الصلة المطلوبة، يضمن جودة الخدمات وسلامة المرضى في الممارسة الصحية. المستشفيات الصديقة ويتطرق الدكتور سامين صدقي من منظمة الصحة العالمية إلى موضوع «مبادرة المستشفيات الصديقة لسلامة المرضى في إقليم الشرق الأوسط»، موضحا أن إقليم الشرق الأوسط الذي يغطي 22 بلدا من المغرب إلى باكستان بكثافة سكانية أكثر من 500 مليون نسمة، يحتاج إلى إجراءات وقائية مع ترسيخ مبدأ الجودة وسلامة المرضى. ويوضح أن الدراسة التي جرت في ست دول شرق أوسطية هي: مصر، الأردن، المغرب، السودان، تونس، واليمن كشفت عن تفشي وشيوع الحالات السلبية لرعاية المرضى، حيث كان الغرض من الدراسة تقدير تفشي الأحداث السلبية بين المرضى الداخلين للمستشفى في حالات طبية مختلفة، وجرى استعراض سجلات 22 مستشفى في هذه البلدان الست، وامتدت الدراسة بين عامين 2006 و 2007. وكانت النتائج تشير إلى أن الحالات السلبية كانت مرتفعة ونسبتها أكثر من 18في المائة. وعلى ضوء هذه الحالة المفزعة، أطلق المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في منطقة الشرق الأوسط مبادرة المستشفيات الصديقة لسلامة المرضى في سبعة بلدان في المنطقة، ومن خلال هذه المبادرة سيقيم مستوى سلامة المرضى في هذه المستشفيات بناء على خمسة مجالات مختلفة من سلامة المرضى، مع وضع مقياس لهذه المعايير. نظام الاعتماد ويتقدم المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون الدكتور توفيق خوجة بورقة عمل عن «نظام اعتماد سلامة المرضى في الدول العربية»، يذكر فيها أن الدول العربية تقع في منطقة واحدة، وتتشارك في العديد من الجوانب، من هنا جاء توحيد الجهود لمواجهة التغيرات السريعة بهدف تلبية كل متطلبات التنمية، لذلك فإن وزراء الصحة العرب جعلوا «سلامة المرضى» واحدة من الأولويات المهمة للرعاية الصحية. ويعتبر خوجة أن التحدي الحقيقي هو خفض حجم الأحداث السلبية وتحسين سلامة المرضى، وأن أحد المجالات الرئيسية التي تركز عليها منظمة الصحة العالمية «برنامج سلامة المريض».