واصل المؤتمر العربي والخليجي الأول لجودة وسلامة الرعاية الصحية للمرضى فعالياته وجلساته العلمية مساء اليوم بجدة بمشاركة (30) باحثا. واستهل عضو مجلس الشورى الدكتور محسن الحازمي الجلسات العلمية بورقة عمل عن (جودة وسلامة الرعايه الصحية من وجهة نظر تشريعية) سلط فيها الضوء على الاتجاه إلى تحقيق أقصى قدر من الجهد نحو تأمين سلامة المرضى من خلال التشريعات وإعطاء أمثلة عن اللوائح والقوانين التي تهدف إلى تحسين سلامة المريض من خلال نظام صحي متكامل. وبين أن هناك جهد متعدد الاتجاهات يبذل بهدف توفير الخدمات الصحية للأفراد وأعضاء المجتمع بغرض تحسين صحة الفرد والأسرة والمجتمع ككل. وأشار إلى أن هناك مجموعة من المتطلبات المتنوعة لتحقيق رعاية صحية سليمة ذات جودة عالية ، وهذه المتطلبات هى: البنية الأساسية والمرافق المعدات ،والبروتوكولات والقواعد والأنظمة ، والأداء الملائم للموظفين ، والمهارات التقنية ، والتكاليف المالية التشغيلية. وأكد أن تطوير معارف الموظفين والمهارات من خلال التدريس والتدريب ومراقبة الجوانب الأخلاقية في الممارسة الطبية بالإضافة إلى ذلك تطوير وتوحيد القواعد واللوائح ذات الصلة المطلوبة يضمن جودة الخدمات وسلامة المرضى في الممارسة الصحية. وأوضح البروفيسور توم ويلى من جامعة ليفربول ببريطانيا في ورقته (الأخطاء الدوائية : كيف ولماذا وكيفية الحماية) أن بعض الدراسات البحثية في المملكة المتحدة أشارت إلى أن نسبة الأخطاء الخطيرة فى الوصفات الطبية داخل المستشفيات تصل إلى 0.4% ، ومع قلة البيانات المتاحة عن تكرارية حدوث الأخطاء الدوائية أثناء الرعاية الصحية تكون عائق لمحاولات تنفيذ خطة تصحيح لهذا الخطأ غير المعلن عنه والطب النفسي خير مثال على ذلك . والمح إلى أن الأخطاء تتنوع فى تخطيط العلاج أو نقص فى المعرفة أو حدوث هفوات أثناء الأجراءات اللازمة لسلامة المرضى ، وكذلك وجود مجموعة من النظم القديمة بالإضافة للأخطاء الفردية ، وهناك عديد من الطرق لتجنب عدد من هذه الأخطاء مثل التدريب المتواصل من الأطباء والمتخصصين في الرعاية الصحية ، وكذلك تحسين مستوى الدعم الصيدلي، وتفعيل دور النظم الكترونية لتسجيل ومتابعة الأخطاء، وتشجيع العمل التعاونى . وتقدم المدير العام للمكتب التنفيذى لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون الدكتور توفيق خوجه بورقة عمل عن (نظام اعتماد سلامة المرضى فى الدول العربية) موضحا أن الدول العربية تقع في منطقة واحدة وتتشارك في العديد من الجوانب ، ومن هنا جاء توحيد الجهود لمواجهة التغيرات السريعة بهدف تلبية كل متطلبات التنمية ، ولذلك فإن وزراء الصحة العرب جعلوا "سلامة المرضى" واحدة من الأولويات الهامة للرعاية الصحية ". وأشار إلى أن التحدي الحقيقى هو خفض حجم الأحداث السلبية وتحسين سلامة المرضى وأنه أحد المجالات الرئيسية التي تركز عليها منظمة الصحة العالمية هو "برنامج سلامة المريض" ، كما أن منظمة الصحة العالمية بالتعاون مع المركز التعاوني في مجال سلامة المرضى قد شرعت في عملية لتحديد وتطوير و نشر الممارسات المبنية على الأدلة، لأن مثل هذه الممارسات تختلف من بلد وثقافة إلى أخرى ، وهناك حاجة لتوحيد المعايير الدولية لممارسات السلامة ، وأساليب التنفيذ والتقييم والمصطلحات ، من أجل وضع إجراءات فعالة النهج لتحسين سلامة المرضى. الجدير بالذكر أن المؤتمر يصدر توصياته غد الخميس بعد انتهاء الجلسات العلمية للمشاركين . //انتهى//