الحق يقال لم أجد تفسيرا واضحا لورقة العمل، التي قدمها وكيل الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الدكتور إبراهيم الهويمل على هامش الملتقى العلمي لمكافحة جرائم المعلومات، والتي عنوانها «جرائم ابتزاز الفتيات وطرق اكتشافها والتحقيق فيها». فهو وبعد أن بدأ حديثه «المنشور في جريدة الوطن يوم الخميس الماضي» مؤكدا أن سجلات قضايا ابتزاز الفتيات بينت أن أكثر مسببات الابتزاز والمساومة التي تتعرض لها النساء تأتي من قبل القائمين على «المشاغل النسائية». عرج ليؤكد أنه ومن خلال الاستماع إلى شكاوى بعضهن ممن وقعن في شراك الابتزاز راجع إلى العمل المختلط، وخصوصا إذا كان للمبتز نفوذ في السلم الوظيفي، أو التعيين. ثم وليؤكد ما يحدث هنا، استشهد بتعرض أكثر من أربعة ملايين امرأة للتحرش خلال عام 2007 في فرنسا، قبل أن ينتقل لأمريكا مستعينا بموقع المعهد الأمريكي؛ ليقدم أرقاما مرعبة، وأن 96 في المائة من النساء يعانين من الاعتداء في العمل ، و 28 في المائة يتركن مكان العمل مبكرا بسبب المضايقات ، و54 في المائة يتغيبن أيام العمل خوفا من الاعتداء، وأن التقرير يشير إلى تعرض 1.7 مليون امرأة لحالات عنف في العمل كل عام. ثم عاد للوطن من جديد ليتحدث عن مكاتب التوظيف الوهمية التي غالبا ما يعلن عنها في الصحف، وأنه بحكم حب المرأة للوظيفة والمال تسعى للحصول عليها الأمر الذي يدفعها لتتبع هذه المكاتب، حيث يتم التعارف وينتهي بالابتزاز من خلال ما يحتفظ به من صور أو مكالمات قد تكون في أصلها من أجل الوعد بالوظيفة. ما لم أجد له تفسيرا، إن الوكيل الدكتور الهويمل لم يقدم أي أرقام أو نسب لما يحدث لدينا، مع أنه يمثل السلطة التنفيذية المسؤولة عن قضايا الابتزاز ولديه أدق الأرقام، ولا هو يحدد عدد المشاغل التي تم إغلاقها بسبب تصويرها للنساء وابتزازهن، لأنه أيضا سلطة تنفيذية؛ بل يضرب كل المشاغل ويحذر المجتمع منها، لتغلق هذه المشاغل لأن لا أحد سيأتي لها بعد كل هذا الرعب. المدهش أن الوكيل يحذر من الفقر في ورقته التي قدمها ويؤكد أنه أحد أسباب الابتزاز، في نفس الوقت يضرب كل المشاغل النسائية التي تعيش عليها أسر كمهنة شريفة. المدهش أكثر أن كل تلك الأرقام التي تؤكد أن الموظفين الأمريكيين مشغولون بالتحرش، والموظفات يهرب نصفهن عن العمل، تجعلني أتساءل كيف يمكن لدولة أن تحكم العالم ونصف موظفيها «الرجال» مشغولون في التحرش والاعتداء، والنصف الناعم يهربن عن العمل؟ بقي سؤال أخير ولكن للمجتمع بأكمله مفاده: هل نحن وحوش إلى هذا الحد أم أن هناك من يريد تخويفنا وإرعابنا من بعضنا، حتى الأخ لا يراد له أن يثق بأخيه؟ وهل بناتنا حبا بالوظيفة والمال سيبعن أجسادهن؟ أخيرا .. هل تريدون أن تعيشوا كما عاش من سبقنا بشكل سوي، أم ستقبلون فكرة أنكم وحوش لهذا سيتم الفصل بينكم، وتوضع كل فئة في قفص وكأننا حيوانات إن لم تتم مراقبتنا والفصل بيننا سننهش بعضنا وإن كنا إخوة؟ S_ [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة