حمل مدير شرطة جدة اللواء علي بن محمد الغامدي أمانة جدة مسؤولية عدم الإيفاء بوعودها في تنظيم الأنشطة السياحية على كورنيش جدة. وقال في تصريح خص به «عكاظ»: إن الإمانة لم تف بما التزمت به أمام الجهات المعنية في الاجتماعات المشتركة لتنظيم الأنشطة السياحية على كورنيش جدة، مفيدا أنها أي الأمانة أبدت استعدادها «أكثر من مرة» بتنظيم هذه الظاهرة، إذ أبلغت بأنها تعد خطة لتخصيص مواقع معينة لممارسة هذا النشاط السياحي كما هو معتمد في العديد من مناطق المملكة، وتوفر فيها وسائل الأمن والسلامة. وأكد اللواء الغامدي على خلفية مقتل أحد الأفارقة برصاص رجل أمن فجر الخميس الماضي في كورنيش جدة أن العمل الأمني لم يتوقف على الكورنيش لحفظ الأمن وملاحقة مخالفيه، خاصة من الباعة الجائلين وأصحاب الدراجات النارية والدواب. وشدد على أن جهود الأجهزة الأمنية ستتضاعف في الفترة المقبلة، إذ ستشهد انتشارا أكثر كثافة لمواجهة المخالفين، مبينا أننا لا نريد تحويل الكورنيش إلى منطقة مقفلة تروع المتنزهين، ولكن يجب تنظيم هذه الظاهرة عبر تخصيص مواقع لها ووضع الاحتياطات اللازمة والآمنة. وتابع مدير شرطة جدة: أن المتواجدين على الكورنيش من مخالفين ومتخلفين (أصحاب الدراجات والخيول) أصبحوا يشكلون خطرا حقيقيا على حياة مرتادي الكورنيش والجهات الأمنية لن تتردد في متابعتهم حفظا للأمن. وأشار إلى أن هؤلاء المخالفين أصبحوا يشكلون جماعات وعصابات يقاومون من خلالها رجال الأمن ويهاجمون المواطنين بتكتلاتهم إذا ما كانت هناك مشكلة مع أحدهم، الأمر الذي يستدعي ملاحقتهم، مبينا أنه قد يلجأ في سبيل ذلك رجال الأمن إلى استخدام الطلقات التحذيرية لردعهم وإيقافهم في ظل تسجيل بعض الحوادث الجنائية على الكثير منهم، إذ أبدوا أكثر من مرة مقاومتهم لرجال الأمن أثناء مفاجأتهم بدورية آمنة وهو ما حدث أخيرا في إشارة إلى حادثة فجر الخميس. ودعا مدير شرطة جدة المواطنين والمقيمين على حد سواء بعدم التعاون مع هذه الفئات التي تمارس أعمالا مخالفة للنظام على الكورنيش وتعرض حياة المتواجدين للخطر، مشددا عليهم ضرورة الإبلاغ عن مواقع تواجدهم وعدم تشغيلهم أو تشجيعهم على البقاء. من جهتها، كثفت الأجهزة الأمنية في محافظة جدة مراقبتها لتجمعات الأفارقة في الكورنيش، على خلفية مقاومة عدد منهم دورية أمنية تابعة لأمن المهمات والواجبات الخاصة في شرطة منطقة مكةالمكرمة فجر الخميس الماضي. وكانت القوة الأمنية قد حضرت إلى الكورنيش استجابة لبلاغات متتالية عن وجود وافدين أفارقة يروعون المتنزهين على شاطئ البحر بدراجات نارية ودواب ما عرض حياة أطفالهم للخطر. ولحظة حضور رجال أمن المهمات إلى الموقع، لضبط الأفارقة جميعهم من مخالفي نظام الإقامة والعمل ، شرعوا في مقاومة رجال الأمن، وألقوا قطعا زجاجية وحجارة وأدوات حديدية على الدورية الأمنية، ورغم الهدوء الذي تمتع به رجال الأمن والتنبيهات والنداءات التي وجهت إلى الأفارقة المخالفين بالالتزام وضبط النفس، إلا أنهم رفضوا الامتثال للنداءات المتكررة وأصروا على مواجهة رجال الأمن. وأمام عدم الاستجابة، أطلق رجال أمن المهمات الخاصة طلقات تحذيرية للمتجمعين الذين واصلوا مقاومتهم، أصابت إحداها أفريقيا كان في التجمع، ويهيئ دراجته النارية للهجوم على رجال الأمن، وأردته قتيلا على الفور. وإزاء ذلك، بدأ تجمع الأفارقة ينفض وأخذوا يلوذون بالفرار ما دعا رجال الأمن لملاحقتهم وضبط عدد منهم للتحقيق معهم. وهنا يتدخل الناطق الإعلامي في شرطة جدة العقيد مسفر الجعيد بإشارة إلى أن ما درج عليه هؤلاء المخالفون الأفارقة، عرض حياة متنزهي الكورنيش (مواطنين ومقيمين) للخطر، مضيفا أن رجال الأمن أطلقوا عيارات نارية تحذيرية، إثر المقاومة الشديدة التي تعرضوا لها من الأفارقة، وأصابت إحداها أحد المشاركين في التجمع. وحذر الجعيد من التستر على مخالفي نظام الإقامة والعمل أو مساعدتهم على الإيواء لما لذلك من خطر على الآمنين من مواطنين ومقيمين. وتواجد ميدانيا في الموقع قائد قوة أمن المهمات والواجبات الخاصة في شرطة منطقة مكةالمكرمة المقدم عبد الرحيم الصافي. يشار إلى أن تواجد الأفارقة والعديد غيرهم من جنسيات مختلفة على كورنيش جدة يشكل ظاهرة، وضعت أمانة المحافظة لأجلها حلولا عدة منها تخصيص مواقع لممارسة أنشطة تأجير الدواب والدراجات النارية، كما نفذت الأمانة دراسة بهذا الخصوص للاستثمار الأمثل في هذه المواقع السياحية والتي أصبحت حكرا على مخالفي نظام الإقامة والعمل.