تفقد وزير المياه والكهرباء المهندس عبد الله بن عبد الرحمن الحصين أمس الأول المشاريع الجاري تنفيذها شرق جدة، ووقف على بحيرة الصرف الصحي التي درج على تسميتها ب «بحيرة المسك»، وأعمال تفريغ صهاريج المياه ومنسوب المياه الذي وصل إلى 8.3 متر وفقا لعامود القياس. واطلع الوزير الحصين على مشروع توسعة محطة المعالجة على بحيرة الصرف الذي سيتم الانتهاء من تنفيذها خلال شهر، بهدف معالجة المياه الموجودة في بحيرة الصرف ثلاثيا، وفق أحدث أنظمة المعالجة برفع كفاءة محطة المعالجة عند البحيرة لتزيد طاقتها من 30 ألف متر مكعب من المياه إلى 60 ألف متر مكعب بعد اكتمال المشروع. وشاهد الوزير أعمال الزراعة والتشجير في المشاريع التي جرى تنفيذها الهادفة لتحويل المنطقة إلى حدائق ومتنزهات خضراء ومنطقة ترفيهية تحوي الأشجار والممرات المائية والمياه المعالجة، فيما يوجد حاليا أكثر من 8.5 مليون متر مربع بجوار البحيرة بمساحات خضراء يتم ريها بالمياه المعالجة الناتجة عن بحيرة الصرف وتستهلك ما يقرب من 30 ألف متر مكعب يوميا. وقال مدير إدارة المياه في أمانة محافظة جدة المهندس عادل ميمش، إن بحيرة الصرف أنشئت قبل أكثر من عشر سنوات تتجمع فيها تسعة ملايين متر مكعب من مياه الصرف ويصل طولها إلى 200 متر شرقي جدة ويبلغ مسطحها 2.6 كيلو متر مربع، وتكونت من مياه الصرف التي تفرغها صهاريج المياه التي يقدر عددها بأكثر من ألفي صهريج تصب يوميا ما يقرب من 50 ألف متر مكعب. وأوضح ميمش أن الأمانة أنشأت نقاطا للمراقبة بجوار السد الترابي لمتابعة مستوى المياه في البحيرة وإبلاغ غرفة العمليات، كما تحاول تخفيف الضغط على البحيرة بالحد من تصريف المياه بناقلات الصهاريج. وبين أن الأمانة اتخذت إجراءات عدة بالتعاون مع شركة المياه الوطنية لخفض منسوب المياه فيها، حيث حولت الصهاريج إلى محطات الرويس لاستقبال ناقلات الصرف الصحي الصغيرة بطاقة سبعة آلاف متر مكعب يوميا، فيما يرد إلى محطة الإسكان حاليا ما بين 2.5 إلى ثلاثة آلاف متر مكعب يوميا بدلا من رميها في البحيرة وبالتالي جرى خفض الرمي بها بمعدل 20 ألف متر مكعب يوميا. واعتبر أن السد الترابي أنشىء كأحد الحلول لمشكلة بحيرة الصرف لحجز مياه البحيرة بطول 1700متر وتقوم الأمانة بصيانته من خلال مشروع صيانة السد الترابي في وادي العسلاء، إضافة إلى مشروع السد الاحترازي الذي تم إنشاؤه على بعد 12كيلو مترا بطول 230 مترا وارتفاع 18 مترا وبسعة تخزينية 15 مليون متر مكعب، وتم تفريغ جميع المياه المخزنة، وزراعة أشجار الحلفا التي تمتاز بامتصاص كميات كبيرة من المياه، وشق قنوات تكون بمثابة متنفس لتصريف مياه البحيرة حال ارتفاع منسوبها. واستعرض ميمش مشاريع الخطوط الناقلة التي جرى الانتهاء منها وتنفيذ خط طرد للمياه المعالجة من محطة المعالجة للاستفادة منها بعمل أشياب في مواقع قريبة، والتخلص من البحيرة المتكونة عند السد الاحترازي ودراسة تمديد أنبوب من محطة المعالجة إلى السد الاحترازي ومن ثم إلى مجرى السيل الجنوبي عند جامعة الملك عبد العزيز بطول 23 كيلو مترا وقطر 600 ملم سعة 30,000م3 يوميا. والخط الثاني خط ناقل من محطة المعالجة إلى طريق الحرمين ثم محطة المطار بطول الخط 23.2 كيلو مترا وقطر 600 ملم لاستيعاب 30,000م3 يوميا ويجري حاليا التنسيق مع شركة المياه الوطنية لاستغلال الخط لنقل المياه المعالجة من محطة المطار إلى موقع الأشياب الذي نفذته الأمانة في مردم النفايات القديم. من جانبه، أوضح وكيل أمين محافظة جدة للتعمير والمشاريع المهندس إبراهيم كتبخانة أن وزير المياه والكهرباء تجول في المرحلة الأولى في الغابة الشرقية التي افتتحها صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور منصور بن متعب نائب وزير الشؤون البلدية والقروية قبل ثمانية أشهر وتتضمن زراعة 200 ألف شجرة على مساحة 2,5 مليون متر مربع بستة أنواع من الأشجار الطاردة للحشرات من خلال روائح نفاذة لكنها عطرة في الوقت نفسه. وقال كتبخانة: إن هذه المساحة ستكون مسطحا أخضر لإيجاد حلول بيئية لمشكلة مياه الصرف الصحي من خلال تبنى آلية فعالة لاستغلالها في استخدامات مفيدة وخلق تنوع في الأنشطة الترفيهية في مدينة جدة، إذ تستهدف هذه الغابة استهلاك أكثر من عشرة آلاف متر مكعب من المياه المعالجة يوميا.. وأشار إلى أن الغابة الشرقية تعتبر المرحلة الأولى من غابة كبيرة ستبلغ مساحتها المزروعة أكثر من عشرة ملايين متر مربع، وستوجه الدعوة لكبريات الشركات المتخصصة في هذا النوع من المشاريع للمنافسة على تنفيذ المرحلة الثانية من الغابة البالغة مساحتها المزروعة ثمانية ملايين متر مربع، وتتضمن أكثر من نصف مليون شجرة أخرى مطلع العام الجاري. واعتبر المشروع أحد مشاريع تخطط الأمانة لتنفيذها شرق جدة، ومنها المنتزه الوطني، وسفاري بارك، وقرية المزارعين، والتي يزيد مجموع المساحات التي ستقام عليها عن 120 مليون متر مربع، ويمكن أن تستهلك كامل الكمية الناتجة من محطة المعالجة الثلاثية للأمانة في وادي العسلاء، إضافة إلى كميات كبيرة سيتم جرها وضخها من خلال مشاريع الخطوط الناقلة للمياه الحالية والتي تدرسها الأمانة حاليا مع وزارة المياه والكهرباء والشركة الوطنية للمياه.