توفيت الطفلة رهام سعد الشهري (ستة أعوام) ودفنت في محافظة خميس مشيط، بعد أربع سنوات من المعاناة ومسلسل اتهامات بأخطاء طبية ضد أطباء في مستشفى عسير المركزي، لا تزال تنظر أمام ديوان المظالم. وأفاد سعد الشهري والد رهام «عكاظ» أمس أن معاناة طفلته بدأت منذ ولادتها بعيب خلقي أدخلت إثره مستشفى القوات المسلحة في عسير، وأجريت لها عملية زراعة أنبوب من الرأس إلى البطن تحت الجلد لتصريف السائل المائي الموجود في الرأس وتعافت وعادت أكثر من طبيعية. ويتابع أن طفلته تعرضت بعد العملية لنوبات إغماء متكررة ولم تعد تستطيع الوقوف وعادت لمستشفى عسير، واكتشف الأطباء أنها تعاني انسدادا في الأنبوب الصناعي وتم تغيير الأنبوب. وبعد فترة طلب الطبيب المشرف على الحالة أخذ عينة من السائل الموجود داخل جسمها، لكنه أخطأ في ثقب الأنبوب وأصبح يسيل من الرأس، لكن الطبيب أفاد أن ذلك لا يمثل مشكلة، وأن الأملاح سوف تغلق الثقب. ويستطرد الشهري: الواقع خالف توقعات الطبيب لتدخل غرفة العمليات مجددا، وأجريت لها عمليتان في آن واحد لتلافي ذلك الخطأ، حيث تم إخراج الأنبوب المثقوب وتغييره، لكنها بدأت تفقد الوعي، وتزيد حالتها سوءا. وإزاء هذا التطور قرر الأطباء نزع الأنبوب أو ما يسمى بالشريان الصناعي الذي تمت زراعته في جسم رهام، واقترحوا عمل قسطرة خارجية إلى أن يتم التأكد من سلامة السائل من الجرثومة. وبالفعل أدخلت لغرفة العمليات وأجريت لها عملية القسطرة دخلت على إثرها في غيبوبة كاملة مدة تتجاوز ستة أشهر، وأفاقت لنجدها فاقدة للبصر والحركة تماما وغير قادرة على الكلام، وإنما جثة هامدة. وبسؤال طبيب العيون الحديث لا يزال لوالدها أفاد بأن أطباء المخ والأعصاب عند قيامهم بالعملية الثالثة قطعوا بالخطأ شريانا في الرأس يختص بتغذية العين. واكتشفنا أيضا أن الأطباء عندما أجروا عملية فتح القصبة الهوائية تم قطع الحبال الصوتية لتصبح غير قادرة على الكلام كليا، وأصبحت معدومة الحركة ولا تتغذى إلا عن طريق الأنابيب فقط، وبقيت على هذه الحالة مدة تجاوزت العام ونصف العام. وأخيرا فوجئنا بظهور مضاعفات جديدة ونقلناها للمستشفى على الفور بيد أنها لفظت أنفاسها. وحول القضية التي لا تزال تنظر في ديوان المظالم منذ ستة أشهر، أشار الشهري إلى أنه استأنف لدى ديوان المظالم بعد أن أصدرت الهيئة الطبية الشرعية في عسير حكما بصرف النظر عن الحق الخاص في دعواه ضد الأطباء في مستشفى عسير المركزي، التي يتهمهم فيها بارتكاب خطأ طبي في حق ابنته أدخلها في غيبوبة منذ أكثر من أربعة أعوام. وأوضح أنه يطالب في دعواه أمام ديون المظالم بإعادة النظر في الحكم والتعويض المجزي جراء ما تعرضت له ابنته، ونقض الحكم الصادر من قبل الهيئة الطبية في عسير.