"منذ أكثر من عامين ونصف العام وهي جثة هامدة لا تتحرك، بسبب خطأ ارتكبه فريق طبي في مستشفى أبها العام"، بهذه العبارة وصف خالد بن مشبب آل دخيش وضع زوجته المريضة التي دخلت إلى المستشفى لتلد لتجد نفسها معاقة جسديا وعقليا. وسرد آل دخيش قصة معاناة زوجته قائلا "راجعت زوجتي مستشفى أبها العام بتاريخ 8/6/1430 كموعد روتيني لمتابعة حالة حمل، فطلب منا تنويمها نظرا لقرب موعد الولادة. وبعدها بيومين تم تحويلها لوحدة العناية المركزة في المستشفى نفسه بدعوى أن لديها ضيقا في التنفس، وبعد مضي يومين على بقائها في العناية وعند الساعة الثامنة من مساء يوم 12/6/1430 أفادت الطبيبة المشرفة على حالة زوجتي أنها ستلد ولادة طبيعية، وبعد دخولها بنحو نصف ساعة اتصلت زوجتي علي وقالت لي إن الأطباء قرروا إجراء عملية قيصرية لها خوفا على حياة الجنين". وتابع آل دخيش "أجريت العملية القيصرية لزوجتي فدخلت في حالة غريبة حولت نتيجة لها إلى مستشفى عسير المركزي في تاريخ 13/6/1430 مما استدعى تنويمها في قسم العناية المركزة لمدة 35 يوما دون حدوث أي تحسن في حالتها. ولم يعمل المستشفى على إصدار تشخيص مقنع للحالة مما زاد شكوكي في أن ثمة أخطاء وقعت من قبل مستشفى أبها العام". وأضاف آل دخيش: حصلت على أمر من أمير منطقة الرياض آنذاك بتحويلها إلى مستشفى الملك فيصل التخصصي، الذي طلب من مستشفى عسير تقريرا طبيا مفصلا عن حالة المريضة، إلا أن التقرير وصل إليهم مبهما وتشوبه الشكوك، وتمت إعادة الطلب مرة أخرى والنتيجة تقرير بالطريقة نفسها التي حرر فيها التقرير السابق، إذ لم يتغير سوى التاريخ فقط. وفي المرة الثالثة أكد مستشفى عسير في تقريره أنه تم إجراء ثقب في القصبة الهوائية لزوجتي من أجل تحسين عملية التنفس لديها". ولفت الزوج إلى أنه تقدم في تاريخ 6/7/1430 بشكوى إلى مدير عام الشؤون الصحية في عسير وتم منع سفر المشرفين على الحالة إلى حين اكتمال التحقيقات، وفي تاريخ 17/7/ 1430 تم إخلاء زوجتي لمستشفى القوات المسلحة في الرياض وكشفت الفحوصات والأشعة المقطعية وجود خطأ طبي ارتكبه أطباء مستشفى أبها العام يتمثل في عدم تزويد المريضة بالأوكسجين الكافي بعد العملية القيصرية مما تسبب في دخولها في غيبوبة، حيث حولت إلى مستشفى عسير المركزي الذي أجرى لها فتحة في القصبة الهوائية.ويشير آل دخيش إلى أنه حاول عدة مرات مقابلة المسؤولين في وزارة الصحة لإيجاد حل لوضع زوجته ولم تفلح محاولاته، في حين أن تبعات حالتها امتدت إلى والدته الطاعنة في السن، التي حرصت رغم ظروفها الصحية على رعاية ابنته ذات العامين. وأضاف "أمر حاليا بمعاناة كبيرة إذ إنني أعمل في إدارة التربية والتعليم بسراة عبيدة، بينما زوجتي تقبع منومة غائبة عن الوعي في أبها". وانتقد آل دخيش السماح للطبيبة الباكستانية- التي أشرفت على تخدير زوجته قبل العملية القيصرية بالسفر- وهي المتسببة الأولى في الخطأ الطبي، كما انتقد عدم إنصافه من صحة عسير لقاء ما تعرضت له زوجته، مناشدا المسؤولين في وزارة الصحة بضرورة إعادة الطبيبة إلى المملكة ومحاسبتها، وتحويل زوجته إلى مستشفى متقدم خارج المملكة لعلاجها، وسحب معاملته من ديوان المظالم لعدم قناعته بالحكم الصادر من ديوان المظالم الذي نص على تعويض اعتبره الزوج غير مجز ولا يتناسب مع طبيعة الخطأ الذي وقع في حق زوجته. إلى ذلك، أوضح مدير العلاقات والإعلام بصحة عسير سعيد النقير ل"الوطن" أن القضية أحيلت إلى الهيئة الصحية الشرعية في عسير، وصدر فيها حكم بالتعويض للمريضة، إلا أن زوج المريضة لم يقتنع بالحكم، مما استدعى الأمر تحويلها إلى ديوان المظالم، أما بخصوص السماح بسفر الطبيبة الباكستانية فأوضح النقير أن سفرها نظامي بعد أن قدمت كفالة ووكالة شرعية من قبل أحد زملائها في المستشفى.