يرقد محمد أحمد العسيري في مستشفى الملك فهد العام في جدة في غيبوبة تامة منذ 13 يوما. ويرى ذوو المريض أنه تعرض لإهمال طبي أدى إلى تفاقم حالته، وأفاد قريبه محمد الشمري أن المريض «لم يكن يعاني من أي أعراض، وكان يشكو من ألم في رأسه، وأُدخل إلى قسم الطوارئ في المستشفى، بعد ذلك تم نقله إلى القسم العام، وبعد الكشف عن حالته أقرت طبيبة أن هنالك قصورا من قبل المستشفى، وبدأت تعطي قرارات سريعة ليست واضحة؛ فتارة تؤكد أن المريض مصاب بورم خبيث في الدماغ، وتارة أخرى ورم في الكبد، ونحن سنتقدم بشكوى رسمية». وذكرت عائشة عسيري -ابنته-، أن صحة والدها تتدهور يوما بعد آخر «ذهبت برفقة والدي إلى قسم الطوارئ، وبعدها تم نقله إلى التنويم، وفي اليوم الثاني على التوالي توقف والدي عن الحركة والنطق، وعندما أجريت اتصالاتي بالأطباء لم أجد أي رد منهم، وبعد محاولات عدة في إلحاحي لقدوم الأطباء، أتى طبيب مشارك وقام بوضع (القسطرة) ولم أره بعد ذلك، ولم نستطع الوصول إلى استشارية الباطنية -التي طلبت إجازة مؤقتة دون أن تنظر إلى حالة والدي- وطيلة تلك الأيام لم يطلعني أحد من الطاقم الطبي على حالته الصحية، ولم يتم تحديد الورم الموجود بوالدي، وعندما تحدثت مع الطبيب المناوب عن وضع والدي أخبرني أن في المستشفى 20 في المائة أطباء، أما الباقون فهم طلاب طب». وأكدت ل «عكاظ» الطبيبة المناوبة في قسم التنويم الدكتورة طرفة الدوسري، أن المريض دخل إلى المستشفى وهو يعاني من جلطة في الدماغ، وإلى الآن لا يوجد أي تقرير عن حالة المريض، والأشعة لن تظهر الآن إلا بعد التأكد من حالته». بينما أفاد المدير المناوب الدكتور سهيل سعدي، أنه من الصعب نقل المريض المذكور إلى مستشفى آخر حتى تستقر حالته الصحية». وتؤكد إحدى الممرضات (تحتفظ «عكاظ» باسمها) أن هناك فجوة بين الممرضات في المستشفى والأطباء، ومن الصعب الوصول إليهم «صحة المريض في المستشفى ثانوية وقد تم الاتصال بالطبيبة المعالجة مريم بلخشر، إلا أنها لم ترد والأطباء المناوبون هم أطباء غير اختصاصيين». وأكدت استشارية أمراض الباطنة في مستشفى الملك فهد في جدة الدكتورة مريم بلخشر «أن صحة المريض مزمنة ويحتاج إلى عناية فائقة، ولم تظهر حتى الآن أعراض المرض الذي يعاني منه، ونحن نجتهد في العلاج». وقالت «لا توجد أسرَّة شاغرة في الوقت الحالي، وإن حالته حرجة جدا، ولن يخرج من المستشفى إلا بعد أن تتحسن حالته الصحية». واختتمت حديثها قائلة «من حق أهل المريض أن يتقدموا بشكوى إلى الشؤون الصحية، لتأتي اللجان وتقوم بالتحقيق معنا».