حرب النفسيات، أجزم أنها تفوق حرب أسلحة الدمار الشامل تخريبا وتدميرا، وليس هذا باكتشاف جديد. جزء من هذه الصورة ما يمثله الإسلاميون اليوم في مشاريعهم، أي مشروع يقف خلفه الإسلاميون من القنوات والمجلات والمؤتمرات والحفلات والبرامج. لا يدخل الإسلاميون مشاريعهم على صيغة الواثق بما يقدم، المقدم على أمر فرد فذ. ولهذا ترتبك أحيانا مشاريعهم، تأتي آخر قنواتهم، تحظى بأقل نسبة مبيعات مجلاتهم، قرانا بمن لا ينتوون أهدافا سوى حشو الرزم في الجيوب. وليس المال هو الأساس، ولا السياسة، ولا المجتمع، بل أنّ الأول المال يتوفر لديهم جانب الاحتساب أكثر من غيرهم، وليس السياسة، إذ تأتي السياسة دافعا لهم، مدافعا عنهم، وليس المجتمع، إذ نعرف أن المجتمعات الشرقية خصوصا تميل للدين، والمتدين أكثر من غيره، القضية الأساس: ضعف الثقة في النفس، مما يترتب عليه ضعف الثقة في المشروع، مما يترتب عليه أن يبدأ مهلهلا، وينتهي كذلك بصورة: قد أعذرنا وقدمنا ما علينا، والمجتهد المخطئ «مأجور». والأمر عام مطلق، من «منظمة المؤتمر الإسلامي»، الجامعة تحت لوائها 57 دولة، والتي لا تقارن حراكا سياسيا، وثقة في الرسمي قرانا بمنظمة جامعة الدول العربية أقل من 22 دولة والأمر سائر مرورا برابطة العالم الإسلامي، وبنك التنمية الإسلامي، والقناة الإسلامية، والأدب الكذلك. – وتأملوا فارق الرسمي ما بين عمرو موسى وإحسان أوغلو تدركون الفرق- والأمر لا يتبدى لي في صبغة سوى في ضعف صورة المتدين أصلا، هشاشة نفسيته لدى أناه ولدى الآخر أيضا. إنهم لا يرغبون في صورة الإعلامي كث اللحية قدر ما يرغبون فيه حليق الوجه والقفا، لا يرغبون في السكرتيرة المتنقبة قدر ما يرغبونها «مشلحة» الأطراف وهذي دوافعها أكبر من نفسية ، ولا يرغبون في مدير الشركة والأعمال متشحا بثوب قصير أنيق، قدر ما يريدونه منخنقا بكرفتة طويلة. [email protected]