وسط دعوات لانسحابه بعد المناظرة الأولى مع الرئيس السابق دونالد ترمب، استبعد أعضاء بارزون في الحزب الديموقراطي احتمال استبدال الرئيس الأمريكي جو بايدن كمرشح للانتخابات الرئاسية. ودعوا أعضاء الحزب إلى التركيز على تبعات فوز ترمب بولاية رئاسة ثانية. ورفض زعماء الحزب الديموقراطي بحسم دعوات موجهة إلى حزبهم لاختيار مرشح رئاسي أصغر سناً، لكن دعوات تنحي بايدن عن الترشح استمرت. وأظهر استطلاع رأي لشبكة «سي.بي.إس» بعد المناظرة حدوث قفزة في عدد الديموقراطيين الذين يعتقدون أن بايدن ينبغي ألا يترشح للرئاسة، إذ زادت نسبتهم بواقع 10 نقاط إلى 46% من 36% في فبراير. وقالت صحيفة «أتالانتا جورنال-كونستيتيوشن»: «الحقيقة المؤسفة أن بايدن عليه أن ينسحب من السباق، لصالح الأمة التي خدمها على مدى نصف قرن... استراحة التقاعد ضرورية الآن». واعتبر السيناتور الديموقراطي رافاييل وارنوك أن «الأداء السيئ في المناظرات أمر وارد، مؤكدا دعمه لبايدن، والتأكد من فوزه بالسباق بحلول نوفمبر. أما زعيم الديموقراطيين في مجلس النواب حكيم جيفريز فقال: «أعتقد أن أي انتكاسة ما هي إلا تمهيد لعودة، لذا فاللحظة التي نعيشها الآن هي لحظة عودة». واتفق معه جيمس كلايبيرن وهو مشرع ديموقراطي بارز آخر وقال لشبكة «سي.إن.إن»: «عليه أن يبقى في هذا السباق. ينبغي أن يوضح جليا من الآن فصاعدا أنه قادر على قيادة البلاد». وكشف تقرير أمريكي أن عائلة الرئيس بايدن تحثه على البقاء في السباق، وفقا لصحيفة «نيويورك تايمز»، التي أضافت أن بايدن جلس مع زوجته وأطفاله وأحفاده في كامب ديفيد، في جلسة حاول فيها التوصل إلى طريقة لتهدئة قلق الديموقراطيين. ولفت التقرير إلى أن أقارب الرئيس يدركون تماما مدى سوء أدائه ضد ترمب، إلا أنهم ورغم ذلك ما زالوا يعتقدون أنه لا يزال قادرا على الخدمة لمدة 4 سنوات أخرى، وإظهار ذلك للأمريكيين. وكشفت الصحيفة أن بايدن طلب أفكارا من المستشارين حول كيفية المضي قدما، في حين كان موظفوه يناقشون ما إذا كان ينبغي له عقد مؤتمر صحفي أو الجلوس لإجراء مقابلات للدفاع عن نفسه وتغيير الرواية، لكن لم يتم اتخاذ أي قرار بعد. وحددت الحملة ما يمكن أن يكون مكالمة حاسمة مع لجنة المالية الوطنية اليوم (الاثنين) لتهدئة الوضع. وأعلن أحد الأشخاص المطلعين على الوضع أن «العائلة بأكملها متحدة»، وأضاف أن الرئيس لم ينسحب من السباق ولم يناقش القيام بذلك، مؤكدا أن العائلة قالت له: «انهض وواصل القتال». وحتى الآن لم يبد بايدن أي إشارة أو نية للخروج من السباق، بل إن حملته رفضت الأمر بشكل قاطع. وفي حال قرر عدم الترشح سيكون الخيار الأول لاستبداله هو نائبته كامالا هاريس، لكن ذلك لن يكون تلقائيا، ومن المرجح أن تواجه هاريس مرشحين آخرين، وفقاً لصحيفة «الغارديان» البريطانية.