يعتقد الكثيرون أن دور هيئة الزكاة والضريبة والجمارك يقتصر على حماية الوطن وتحصيل الضرائب والرسوم الجمركية فقط، ولكن هناك ما هو أكبر وأهم من هذين الأمرين، فعندما صدر قرار مجلس الوزراء، القاضي بدمج «الهيئة العامة للزكاة والدخل» و«الهيئة العامة للجمارك» في كيانٍ واحد؛ كانت هناك أهداف استراتيجية أخرى يسعى لتحقيقها، مثل تعزيز الجانب الأمني، بناء منظومة فعالة، رفع نسبة الامتثال والالتزام، تحسين وتيسير تجربة العميل، ودعم التنمية الاقتصادية وتيسير التجارة، وذلك من خلال رسالة واضحة لتمكين استدامة الاقتصاد وازدهار المجتمع عن طريق حماية الوطن وتعزيز المنظومة الزكوية والضريبية والجمركية، لتصبح هذه الرسالة حقيقة على أرض الواقع ورؤية ثاقبة مكنت المملكة من أن تكون مركزًا لوجستيًا عالميًا عبر تيسير التجارة وحماية الأمن الوطني، وتنظيم جميع الأنشطة المتعلقة بالعمل الجمركي والمنافذ الجمركية، وإدارتها، بما يكفل النهوض بمستواها إلى أقصى درجة من الكفاية والإنتاجية والتنافسية. هذا الكلام ليس حبرًا على ورق أو بهرجة مفتعلة لهيئة مهمة يقع على عاتقها الكثير من المسؤوليات للوطن والمواطن، بل حقيقة وواقع باعتراف عالمي وأسبقية عن نظيراتها من هيئات المملكة، بحصولها على شهادة الاعتراف بالتميز المؤسسي بمستوى 5 نجوم من المنظمة الأوروبية (EFQM) لإدارة الجودة، كأول جهة في المملكة سواء حكومية أو خاصة تحقق هذا المستوى على كامل المنظمة وفقًا للنموذج الجديد. وقد يتساءل البعض عن طبيعة هذا الاعتراف العالمي الفريد، وما مدى أهميته لدى المنظمات؟ باختصار هو عبارة عن تقييم استراتيجي وتشغيلي شامل، يتم من خلال النموذج الأوسع انتشارًا بالعالم (EFQM)، وهي المنظمة الأوروبية لإدارة الجودة، إذ تتم مراجعة الأداء العام للمنظمة استنادًا إلى النموذج الذي يتكون من 3 محاور و7 معايير رئيسية (القيادة، الثقافة المؤسسية، الاستراتيجية، إشراك العملاء، القيمة المستدامة، الأداء والتحول، رضا العملاء، مؤشرات الأداء الاستراتيجي والتشغيلي). لذلك عندما نقول: «الزكاة والضريبة والجمارك» هيئة 5 نجوم باعتراف عالمي، فهو واقع وحقيقة نفخر بها وإنجاز يضاف للوطن وفق رؤية 2030، نهنئ أنفسنا بها.