في كرة القدم تتمحور نتائج الفرق ومستوياتها حول بعض العوامل المهمة، ويمكن تلخيصها في مدرب جيد، ومحترفين لديهم كفاءة فنية عالية المستوى، وإدارة مناسبة لديها القدرة على توفير كل متطلبات الفريق، هذه العناصر قد تكون متوفرة في كثير من الأندية في «دوري روشن السعودي» هذا الموسم، لكن تبقى بعض الفوارق التي يتميز بها نادٍ معين عن البقية، وأعني في هذه الجزئية تحديدًا النصر؛ لأنه يضم بين صفوفه المحترف البرازيلي «أندرسون تاليسكا»، الذي استطاع أن يسرق الأنظار في كل مباراة يلعبها بمستواه الكبير والمميز، بما يقدمه للنصر طوال مباريات هذا الموسم، وإصرار «تاليسكا» على تقديم منجز لجمهور نادي النصر جعله يظهر بهذا المستوى المبهر، ويسخّر كل إمكانياته الفنية لخدمة الفريق، وهذا ما نلاحظه منذ بداية الموسم، ولا أتصور أن هذا النجم البرازيلي سبق أن ظهر بهذا التميز والتمكن في كل التجارب السابقة، التي خاضها قبل حضوره لنادي النصر السعودي، فوجود الرغبة هي الدافع الكبير الذي يحرك هذا النجم داخل الملعب، وهي حالة مختلفة قد لا تجدها عند أي محترف آخر في الدوري السعودي للمحترفين، فمن يتابع تحركاته وانفعالاته داخل الملعب وحرصه على الفوز يفهم بالضبط ماذا أقصد. لماذا أصبح «تاليسكا» بهذه الروح؟ أو مَن صنع هذه الروح لدى هذا النجم المذهل في كل شيء؟ سؤال ربما لا يستطيع الإجابة عليه سوى «تاليسكا» نفسه، لكن في الوقت نفسه ربما نملك من الفراسة ما يجعلنا نتوقع الجواب. إن الدوافع القوية عادة ما تقود أي شخص لتقديم عمل جيد يرضيه أولًا، ويسعد من خلاله كل الذين ينتمون ويستفيدون من هذا العمل ثانيًا. وفي تصوري أن حالة الانسجام التي وُجدت بين النجم البرازيلي الكبير «تاليسكا» ومدرج النصر كان لها الدور الأكبر في أن يصنع هذا النجم حالة إبداعية خاصة به داخل المستطيل الأخضر، ولديّ يقين بأن ما يفعله «تاليسكا» على المستطيل الأخضر خارج كل صور النقد المطلوبة في كرة القدم، ومن الصعب أن تجد مَن ينتقد موهبة عظيمة فازت بها الملاعب السعودية، وفي ظنّي مَن يفعل ذلك إما عدو للإبداع والجمال الفني، أو يجهل تفاصيل كرة القدم. اليوم تعيش الملاعب السعودية أيامًا جميلة، وهي تشاهد نجمًا عظيمًا بحجم «تاليسكا» يركض ليقدم المتعة والإبداع لكل عشاق كرة القدم داخل السعودية وخارجها. ودمتم بخير،،،