أعرب وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان، بإشادة السعودية بالإرادة السياسية لدى جمهورية العراق، الممثلة في عزم رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، على مواجهة التحديات وتكريس الأمن والاستقرار لتحقيق طموحات وتطلعات الشعب العراقي الشقيق. وشدد وزير الخارجية، خلال كلمته في مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة في نسخته الثانية، الذي عقد اليوم (الثلاثاء) في العاصمة الأردنية عمّان، على تأكيد السعودية وقوفها جنبا إلى جنب مع العراق، لصون استقراره وحفظ سيادته ودعم جهوده التنموية، واستعادة مكانته التاريخية أرضا للحضارة والعلم والمعرفة والنهوض به إلى مرحلة جديدة تقدم المصلحة الوطنية فيها على أي اعتبارات أخرى. وقال إن «اجتماعنا اليوم يؤكد الرغبة المشتركة والصادقة لدولنا لاستمرار وتيرة التعاون والدعم لجمهورية العراق وترجمتها إلى شراكات فعلية تحقق نتائج ملموسة، ولم تدخر السعودية أي جهد في سبيل دعم مسيرة العراق الاقتصادية والتنموية انطلاقا من إيمانها التام بأن نماءها ورخاءها يرتبط ارتباطا وثيقا بنماء ورخاء جيرانها والمنطقة أجمع، وإن رؤية السعودية المستقبلية تهدف لخير بلدان المنطقة والعالم». وأضاف وزير الخارجية: «تؤكد السعودية اعتزامها المضي قدما في تفعيل وتسريع خطط العمل المشتركة تحت مظلة مجلس التنسيق السعودي العراقي، والعمل مع الحكومة العراقية لفتح آفاق جديدة للتعاون وتعزيز الفرص الاستثمارية الواعدة للشركات، ودعوتها إلى توسيع نشاطاتها في البلدين في مجالات الطاقة المتجددة والنظيفة وتحلية المياه والزراعة وغيرها من المجالات، وتشكل مبادرتا السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر ومشروع الحزام الأخضر في العراق مجالا من مجالات التعاون المهمة التي تهدف لتعزيز الشراكة بين البلدين». وأكد الأمير فيصل بن فرحان تعاون البلدين من خلال شراكاتهما في منظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك»، وكذلك في مجموعة «أوبك بلس» من أجل الحفاظ على استقرار النفط العالمية، في حين تدعم السعودية جهود ومشاريع إعادة إعمار العراق، وتفعيل مشاريع الربط الكهربائي والمائي، مشيدا بالمبادرات التي أطلقها مجلس الأعمال السعودي العراقي، ومن أهمها مبادرة إنشاء مركز البيانات للفرص والحلول والقرارات التي تخدم مجتمع الأعمال في الجانبين، وإقامة ملتقى اقتصادي سنوي، إضافة إلى مبادرة القوافل التجارية المتخصصة بين البلدين. وأشار إلى أن المملكة تنظر بتقدير بالغ للتفاعل الإيجابي للعراق في تدعيم ممكنات التنمية والتعاون الإقليمي، مما يسنعكس إيجابا على رخاء الشعب العراقي وازدهاره، وانطلاقا من التزام المملكة بسيادة واستقلال جمهورية العراق، فإن السعودية تؤكد رفضها التام لأي اعتداء على أي شبر من أراضي العراق، كما تؤكد وقوفها صفا واحدا مع الأشقاء في العراق في محاربة الإرهاب والتطرف، وكل من يسعى للدمار والخراب وإثارة الانقسامات. وأكد وزير الخارجية، ترحيب السعودية باستعادة العراق لدوره الإيجابي البناء لتعميق الثقة والشراكة والسلم، إقليميا ودوليا، مجددا تأكيد المملكة وإيمانها الكامل بقدرة العراق على النهوض، ورسم مستقبله بما يتناسب مع مكانته العريقة العربية والإسلامية والعالمية، مستندا إلى ما لديه من ثروات طبيعية وكفاءات بشرية، وموروث حضاري عريق.