ما يلفت النظر في «مونديال قطر 2022»؛ أن نسبة كبيرة من المشجعين جاءوا من دول عربية وعالمية إلى الدوحة بعائلاتهم، في رحلات استمتاع بالبرامج السياحية المصاحبة لبطولة نشَّطت في أرواحنا وحدة العرب، في تلاحم رائع بين أبناء الشعوب العربية في أجمل صور التلاحم والتضامن، لنستعيد ذاكرتنا أحلام الوحدة العربية التي عادت تجري في عروقنا بعد أن كنا نظن أنها تلاشت. ولا يفوتني في هذا المقام أن أنوه بإنجازات المنتخبات العربية المشاركة في البطولة، خصوصاً «المنتخب المغربي»، الذي أضاف إلى «المونديال» رونقاً جمالياً خاصاً أسعد به الشعوب العربية المتعطشة للأفراح العربية. وثمة ملامح أخرى شاهدناها في البطولة؛ منها: لقطات بر الوالدين من لاعبي المنتخب المغربي مع أمهاتهم، ورفرفة العلم الفلسطيني بين أيدي الجماهير العربية، وكثافة الندوات التوعوية الدينية بكل اللغات للتعريف بديننا الإسلامي الوسطي، وانتشار أصوات أذان الصلوات داخل الملاعب الرياضية. وللحق أقول: لقد خطفت تلك الدولة الصغيرة، مساحة وسكاناً «قطر»، أنظار العالم إليها بذلك التنظيم الإبداعي.. نجحت في بلورة وتجسيد أكبر تجمع جماهيري عالمي رياضي ثقافي فني سياحي.. تفوقت دون خلل أو تعصب أو ما يعكر صفو المحبة بين الشعوب.. أبدعت في البطولة بفعالياتها المصاحبة، فأصبحت موقعاً سياحياً عربياً لكل العالم.. هنيئاً لقطر قيادة وشعباً على هذه البصمات الأريبة واللمسات الخلاَّبة.