لا تزال القارة الآسيوية في عين العاصفة الوبائية الهوجاء. فقد ارتفع عدد الإصابات اليومية في اليابان الإثنين الى 121.640 حالة. وارتفع في كوريا الجنوبية الإثنين الى 72.873 حالة جديدة. أما في الصين -أكبر بلدان العالم من حيث عددُ السكان- فقد استفحلت محنة العاصمة بكين ومدن كبيرة أخرى. وأعلنت الصين أمس (الثلاثاء) أنها سجلت الإثنين 28.127 إصابة جديدة، نصفها في مدينة غوانجو الصناعية الكبرى جنوبي البلاد، ومدينة تشونكينغ جنوب غربي الصين. أمّا العاصمة بكين فقد سجلت عدداً قياسياً جديداً بلغ 1.438 إصابة جديدة، مقارنة ب962 إصابة جديدة الأحد الماضي. وأعلنت سلطات بكين أمس (الثلاثاء) إغلاق الحدائق العمومية، والمتاحف. واستأنفت مدن عدة في الصين عمليات الفحص الإجباري الجماعي أمس. وأثار تفاقم الأزمة الوبائية مخاوف جديدة على مستقبل الاقتصاد الصيني، الذي يحتل المرتبة الثانية بعد نظيره الأمريكي. وأعلنت الصين وفاة شخصين بكوفيد-19، إضافة الى ثلاث وفيات تم قيدها خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي. ويعتبر هذا التفاقم الصحي اختباراً للتخفيف الذي أحدثته الصين في إجراءات استراتيجية «صفر كوفيد»، التي تنتهجها لاستئصال تفشي فايروس كورونا الجديد. وحذر مسؤولون صحيون في بكين، أمس الأول، من أن العاصمة تواجه أقسى اختبار منذ اندلاع نازلة كورونا قبل ثلاث سنوات. وتم تشديد إجراءات السماح للقادمين إلى بكين. وفي مدن أخرى، وجهت السلطات الصحية بألا يسمح لأي شخص بمغادرة مدينته ما لم يخضع لفحص تكون نتيجته سالبة لمدة ثلاثة أيام قبل مغادرته. وكان المستثمرون استبشروا خيراً بقرار السلطات الصحية تخفيف تشدد إجراءات «صفر كوفيد»، ليقتصر الإغلاق على الأحياء التي تسجل عدداً كبيراً من الإصابات الجديدة. بيد أن الفايروس قابل ذلك بتسريع تفشيه في غالبية مدن البلاد، ما اضطر السلطات إلى العودة للإغلاق، وتوجيه السكان بالبقاء في منازلهم. وجدد ذلك مخاوف المستثمرين من احتمال استمرار تضرر الاقتصاد من تلك التدابير التي تعتبر الأقسى من نوعها على مستوى العالم. وقدر محلل اقتصادي في شركة نومورا أمس أن نحو 19.9% من الناتج المحلي الإجمالي الصيني يخضع حالياً للإغلاق، أو لتدابير مشددة أخرى. ولم تكن النسبة تزيد على 15.6% الإثنين الماضي. وارتفع العدد الكلي للإصابات الجديدة عالمياً بنسبة 22% أمس الأول (الإثنين)، ليبلغ 417.568 إصابة جديدة، فيما سجلت الولاياتالمتحدة 41530 حالة جديدة الإثنين، بارتفاع بلفت نسبته 4% عما كان عليه الوضع قبل 14 يوماً. مشافي أمريكا تئن تحت وطأة «الإنفلونزا» فيما يتهيأ الأمريكيون لموسم عطلات نهاية السنة؛ تشكو مستشفيات البلاد من تفاقم عدد المصابين بالإنفلونزا الموسمية، وهي تغصُّ أصلاً بعدد كبير من المنومين بمضاعفات فايروس الجهاز التنفسي المَخْلَوي. وذكرت جهات رسمية أن أكثر من نصف عدد الولاياتالأمريكية تعاني من مستوى إما مرتفع، أو مرتفع جداً من الإصابات بالإنفلونزا، منها 27 ولاية في الغرب وجنوب غربي الولاياتالمتحدة، وعدد متزايد من ولايات الغرب، والشمال الشرقي، ووسط الغرب الأمريكي. وتواجه مستشفيات الأطفال في الولاياتالمتحدة وضعاً بائساً، بسبب الزيادة غير العادية في عدد الأطفال المنومين بفايروس الجهاز التنفسي المخلوي، الذي يسبب أعراضاً شبيهة بنزلة البرد العادية. لكنها يمكن أن تتفاقم لتتحول إلى خطر صحي حقيقي على حياة الصغار. وأوضحت المراكز الأمريكية للحد من الأمراض ومكافحتها أن ذلك كله يحدث بينما لا يزال فايروس كورونا الجديد، المسبب لمرض كوفي-19، يتسبب في تنويم أكثر من 3 آلاف شخص يومياً. وذكر طبيب في ولاية جورجيا أن عدد الأطفال المنومين في مشافي الولاية قفز بنحو 30% عن المعتاد خلال هذا الوقت من السنة. ولاحظ مدير الطوارئ بمستشفى الأطفال في أطلنطا أن فايروس كوفيد-19 ظل «يتنمر» على بقية الفايروسات الموسمية طوال السنتين الماضيتين، وما إن بدأ تفشيه يتباطأ، حتى عادت تلك الفايروسات بكامل قوتها، على رغم أن الموسم التقليدي للإنفلونزا يبدأ عادة بحلول ديسمبر، وأحياناً يناير. وتشير البيانات إلى أن الأكثر تنويماً هم الأطفال دون سن الخامسة، والبالغون الذين تجاوزت أعمارهم 65 سنة. لذلك فإن الجهات الصحية المعنية تحض على الحصول على لقاح الإنفلونزا. ويعد فايروس الجهاز التنفسي المخلوي قاتلاً بالنسبة الى المسنين الذين يعانون أمراضاً مزمنة. ولا يوجد أي لقاح ضد هذا الفايروس. وكانت الأكاديمية الأمريكية لأطباء الأطفال وجمعية مشافي الأطفال طالبتا إدارة الرئيس جو بايدن الأسبوع الماضي بإعلان حال طوارئ صحية، ووضع برنامج عاجل لمواجهة الارتفاع غير المسبوق في إصابة الأطفال بالأمراض التنفسية هذا العام. تأكيد فعالية دواء ياباني لعلاج كوفيد ارتفع أمس (الثلاثاء) سعر سهم شركة شيونوغي وشركاه الدوائية اليابانية إلى ما يقارب 3%، بعدما نشرت صحيفة «يوميوري» اليابانية أن هيئة الغذاء والدواء اليابانية أقرت بفعالية عقار ابتكرته الشركة لمعالجة مرض كوفيد-19. وكانت الهيئة رفضت إقرار الدواء نفسه، بدعوى أنها بحاجة إلى مزيد من البيانات المتعلقة بفعاليته. كما أن تقارير أخرى تحدثت عن مخاوف من تأثير سالب محتمل لدواء شيونوغي في النساء الحوامل، استناداً إلى تجارب على حيوانات مخبرية. وذكرت صحيفة يوميوري أن وكالة الأجهزة الطبية والصيدلانية، التي تعمل بالتناغم مع وزارة الصحة اليابانية، جمعت بيانات كافية عن فعالية دواء شيونوغي، تمهيداً لتقديمها إلى لجنة من الخبراء لمناقشتها أمس (الثلاثاء)، وبناء على ما ستسفر عنه تلك المناقشات ستقرر الوكالة إصدار موافقة طارئة على دواء شيونوغي المسمى «إينسيتريلفير». وإذا صدرت الموافقة فسيكون هذا العقار أول دواء يصنع محلياً لفائدة المصابين بكوفيد-19 الذين تعتبر أعراضهم متوسطة. أعلنت شركة آيسلندل للمأكولات البحرية أنها قررت إغلاق مصنع الأسماك التابع لها في غريمسبي ببريطانيا، لأن مزيجاً من تأثيرات «بريكست» وكوفيد-19 جعلت مواصلة تشغيله تمثل تحدياً كبيراً، على رغم أن هذا المصنع يقدم نحو 10% من أرباح الشركة الآيسلندية. وقالت الشركة إنها ستغلق مصنعها في غريمسبي، لتركّز على مصنعيها في كل من إسبانيا وأيرلندا. وأوضحت- في بيان- أنها اشترت مصنع غريمسبي في مارس 2020، قبل بضعة أسابيع من اندلاع نازلة فايروس كورونا الجديد، الذي أدى إلى تعطيل عمليات الترميم والتجديد، فضلاً عن تضرر المصنع من تبعات خروج بريطانيا من عضوية الاتحاد الأوروبي. وعلى رغم أن صناعة صيد الأسماك ظلت تقوم بدور هامشي في الاقتصاد البريطاني، إلا أنها مهمة جداً بالنسبة إلى مجتمعات المدن الساحلية، خصوصاً لجهة توفير فرص عمل للسكان.