لا توجد في العالم سوى صين واحدة، وإن تايوان جزء لا يتجزأ من أراضي الصين، وإن حكومة جمهورية الصين الشعبية هي الحكومة الشرعية الوحيدة التي تمثل الصين بأكملها. وذلك يمثل المحتوى المحوري لمبدأ الصين الواحدة، والذي أصبح توافقا عاما لدى المجتمع الدولي ومن المبادئ الأساسية للعلاقات الدولية. في أكتوبر عام 1971، تبنّت الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها ال26 القرار 2758، حيث قررت استئناف جميع حقوق جمهورية الصين الشعبية، والاعتراف بمندوب حكومتها بصفة المندوب الشرعي الوحيد الذي يمثل الصين في الأممالمتحدة، وطرد ممثلي سلطات جيانغ كاي شيك فورا من المقاعد التي تحتلها عن طريقة غير شرعية في منظمة الأممالمتحدة وجميع الأجهزة التابعة لها. لقد أقامت 181 دولة، من بينها الولاياتالمتحدة، العلاقات الدبلوماسية مع الصين على أساس الاعتراف بمبدأ الصين الواحدة. يعتبر مبدأ الصين الواحدة الجوهر الأساسي للبيانات الصينيةالأمريكية الثلاثة، كما هو المقدمة والأساس لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وتطويرها. لقد تعهد الجانب الأمريكي بشكل واضح في البيان المشترك لعام 1979 بشأن إقامة العلاقات الدبلوماسية بأنه «تعترف الولاياتالمتحدةالأمريكية بأن حكومة جمهورية الصين الشعبية الحكومة الشرعية الوحيدة للصين، وفي هذا السياق، سيُبقي الشعب الأمريكي على العلاقات الثقافية والتجارية والعلاقات الأخرى غير الرسمية مع أهل تايوان». إن الكونغرس الأمريكي باعتباره جزءا من الإدارة الأمريكية، ومن المفروض أن يلتزم التزاما صارما بسياسة الصين الواحدة التي تتبعها الإدارة الأمريكية، ولا يجري أي تبادل رسمي مع منطقة تايوانالصينية. ويعارض الجانب الصيني دائما قيام أعضاء الكونغرس الأمريكي بزيارة منطقة تايوانالصينية، إن رئيس مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي هى من القيادة الحالية للكونغرس الأمريكي، وإن توجهها إلى تايوان، مهما كان شكله ومبرره، يعد استفزازا سياسيا خطيرا من خلال الارتقاء بمستوى التبادل الرسمي بين الولاياتالمتحدةوتايوان، ولن يقبل الجانب الصيني ذلك، لن يوافق الشعب الصيني على ذلك. إن مسألة تايوان أهم مسألة وأكثرها جوهرية وحساسية في العلاقات الصينيةالأمريكية. في الوقت الحاضر، يواجه الوضع في مضيق تايوان جولة جديدة من التوتر والتحديات الخطيرة، يرجع السبب الأساسي لذلك إلى استمرار سلطات تايوان والجانب الأمريكي في تغيير الوضع القائم. وتتشبث سلطات تايوان بنهج «تحقيق استقلال تايوان بالاعتماد على الولاياتالمتحدة»، وترفض الاعتراف ب«توافق عام 1992»، وتمارس «إزالة الطابع الصيني»، وتدفع ب«استقلال تايوان بالتدرج». أما الجانب الأمريكي فيحاول «احتواء الصين باستغلال تايوان» ويقوم بتحريف وتشويه وتفريغ مبدأ الصين الواحدة باستمرار، ويعزز التواصل الرسمي بينها وتايوان، ويوازر ويدعم الأنشطة الانفصالية ل«استقلال تايوان». وإن هذه التصرفات خطيرة للغاية شأنها شأن اللعب بالنار، ومن يلعب بالنار سيحرق نفسه حتما. يكون موقف الصين حكومة وشعبا من مسألة تايوان دائما وثابتا، وإن الدفاع بحزم عن سيادة البلاد وسلامة أراضيها يمثل إرادة راسخة للشعب الصيني البالغ عدده 1.4 مليار نسمة، وإن تحقيق إعادة التوحيد الكامل للوطن يمثل رغبة مشتركة وواجبا مقدسا لجميع أبناء الشعب الصيني. إن إرادة الشعب لا تقاوم، وإن التوجه العام لا رجعة فيه. ولا يمكن لأي دولة أو أي قوة أو أي شخص أن يخطئ في تقدير العزيمة الثابتة والإرادة الراسخة والقدرة القوية للحكومة الصينية والشعب الصيني على الدفاع عن سيادة البلاد وسلامة أراضيها وتحقيق إعادة توحيد البلاد ونهضة الأمة. وسيتخذ الجانب الصيني بالتأكيد كل ما يلزم من الخطوات للرد على زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي إلى منطقة تايوانالصينية، بغية الدفاع بحزم عن سيادة البلاد وسلامة أراضيها، ويجب على الجانب الأمريكي والقوى الانفصالية ل«استقلال تايوان» أن تتحمل كافة العواقب المترتبة على ذلك. إن مسألة تايوان من الشؤون الداخلية الصينية البحتة، فلا يحق لأي دولة أخرى أن تكون حاكما في مسألة تايوان. تتعلق مسألة تايوان بالمصالح الجوهرية للصين. إن خيانة الجانب الأمريكي بمسألة تايوان أمر مُخزٍ ولا يمكن إلا أن يزيد من إفلاس المصداقية الوطنية للولايات المتحدة. استفزت الولاياتالمتحدة الخط الأحمر للصين باستمرار تجاهلا للمعارضة الشديدة وإثارة الموضوع بشكل مهيب من قبل الجانب الصيني مرارا وتكرارا، فتعتبر أية إجراءات مضادة تتخذها الصين مبررة وضرورية تهدف تماما إلى الدفاع عن سيادتها وأمنها ومصالحها التنموية.