تعمل الصين على توسيع نفوذها في أمريكا اللاتينية، وظهر ذلك جليًا في الآونة الأخيرة عبر ضخ القروض والاستثمارات في جمهورية الدومنيكان، لكن تأثير ذلك قد يكون أصعب في شرق آسيا؛ حيث تقول تايوان تلك الجزيرة ذات الحكم الذاتي: إنها تواجه ضربة مضادة من بكين. ونقلت صحيفة «واشنطن تايمز» عن وزير خارجية تايوان «جوزيف وو» قوله: إن بكين علقت حزمة للتنمية بقيمة 3.1 مليار دولار لجمهورية الدومينيكان الواقعة في أمريكا اللاتينية؛ لإجبارها على قطع العلاقات الدبلوماسية مع تايوان. وتقاتل تايوان للحفاظ على دعم وتأييد الولاياتالمتحدة لاستقلالها الاقتصادي في الوقت الذي تصعد فيه الصين بقوة. وقال «جوزيف وو»: إن رئيس جمهورية الدومنيكان دانييلو مدينا، تجاهل شراكتنا طويلة الأمد ورغبات شعبه، والمساعدات التنموية التي قدّمتها تايوان على مدى سنوات لقبول الوعود الكاذبة بالاستثمار والمساعدات من الصين. ويأتي هذا التطور بعد عام تقريبًا من قيام الصين بخطوة مماثلة، حيث أقنعت بنما؛ تلك الدولة الأخرى في أمريكا اللاتينية بقطع علاقتها الدبلوماسية مع تايوان، عبر تقديم قروض واستثمارات لها. وتعتبر الصين الشيوعية تايوان أرضا صينية، على الرغم من أن الجزيرة دولة ديمقراطية معترف بها كدولة ذات سيادة من أكثر من 12 بلدًا. ولا تعترف الولاياتالمتحدة باستقلال تايوان عن السيادة الصينية، لكن لواشنطن علاقات خاصة مع هذه الجزيرة، وتتعهد بحمايتها من أي عدوان صيني. وقد تصدّر الرئيس دونالد ترامب عناوين الصحف بعد وقت قصير من انتخابه، عندما اتصل هاتفيًا برئيسة تايوان تساي إنغ ون، تعبيرًا عن دعم بلاده لتايوان. وقال محللون: إن اتصال ترامب خطوة إستراتيجية لإعطاء نغمة تهدد الدبلوماسية الأمريكيةالصينية. وتزعم بكين أن عروضها للقروض والاستثمارات في بنما والدومينيكان ومجموعة من الدول الأخرى، غير مرتبطة بأي شرط مسبق يقضي بقطع العلاقات مع تايوان، لكن لم تُخف السلطات الصينية على مر السنين رغبتها في نزع الشرعية عن تايوان ومنع الدول من الاعتراف بها كدولة مستقلة. وتسعى بكين لزيادة الضغط على رئيسة تايوان، ويقول الحزب الديمقراطي التقدمي الحاكم في تايوان: إنه يريد علاقات مستقرة مع الصين، لكنه لا يدعم سياسة الصين الواحدة التي اتبعها رئيس تايوان السابق ماي ينج جيو. وكانت جمهورية الدومينيكان قد تلقت ملايين الدولارات من تايوان كتبرعات من أجل التنمية، لكن حكومتها بدأت اتصالات تجارية وسياسية مع الصين منتصف العقد الماضي. وتقول حكومة الدومينيكان: إن تجارتها مع الصين بلغت ملياري دولار سنويًا؛ ما يجعلها ثاني أكبر شريك تجاري لبكين في أمريكا الوسطى والكاريبي. وفور إعلان الدومينيكان قطع العلاقات مع تايوان، عقد وزير خارجيتها ميجيل فارغاس اجتماعًا قصيرًا مع عضو مجلس الدولة الصيني وانغ يي بمناسبة بدء العلاقات بين البلدين. وبحسب الصحيفة، قال البلدان في بيان مشترك: إن الدومينيكان تعترف ب«صين» واحدة في العالم، هي جمهورية الصين الشعبية، وحكومتها الشرعية الوحيدة تمثل كل الصينيين، وأن تايوان هي جزء لا يتجزأ من أراضى الصين.